69- سعداء و حسب !

304 24 133
                                    

أغلقت المكالمة و عدت إلى المنزل ، و ما أن أوقفت سيارتي حتى وصلتني رسالة من طارف و قد كتب فيها : " لقد رحل بعد أن اتفقنا على كل شيء ، سنلبي تلك الدعوة و نقوم بحضورها و لكن سنستمر بالبقاء بعيدين عن بعضنا البعض ، أحبكِ "

لا أعلم لما قررت ألا أجيب عليه الآن و نزلت من سيارتي متجهةً إلى غرفتي في المنزل الذي لا يزال خالياً من الجميع ، أغلقت كل مصادر الضوء و قمت بتشغيل حلقة من أنمي كوميدي بسيط ، لم يكن الأمر مضحكاً بالقدر الذي كنت أضحكه و أنا أشاهد الحلقة و تتلوها الأخرى لكنني شعرت أنني أريد أن أضحك حتى آخر رمق من الحلقتين .. شعرت بأنني أصبحت في حال أفضل بكثير فقمت بالإتصال به ليأتيني صوته الذي أحب و هو يقول :
- مرحباً ريما

قلت له :
- مرحباً طارف

- هل أنتِ بخير ؟

- أجل ، هل أنت بخير ؟

- أجل ، انتهيت من عملكِ مع محمد ؟

- كلا ، اتصلت به و أخبرني أنه بالخارج يشاهد فيلماً لذا عدت للمنزل

قال مازحاً :
- أخبرتك أن عليّ معاقبته بدرجاته هذا المستهتر

- سأغضب كثيراً لو فعلت هذا بمحمد

- هل تحبينه إلى هذا الحد ؟

- أجل

قال مدعياً الغضب :
- سوف ينال صفراً لديّ ، أنصحيه بتغيير معلمه قبل فوات الأوان !

- لن يستمع إليّ ، إنه يحبك

ضحك قليلاً قبل أن يقول :
- اتركيه ، سنعيش أنا و هو سوياً في المحاضرات مع طيور الحب

ضحكت ثم قلت :
- هل تشعر بالغيرة من يوسف ؟

- أنا أغبطه كثيراً

- طارف

- نعم عزيزتي ؟

- هل أزعجتك اليوم ؟

- كلا .. لقد كنت سعيداً للغاية لوجودكِ

- هل أنت متأكد ؟

- أجل ، ريما ، ألست أنا من أزعجكِ اليوم ؟

- كلا

- لا أعلم كيف طلبت منكِ ألا تلمسيني .. أنا آسف حقاً

- طارف ! لا تعتذر لأجل شيء كهذا ، أحب أن تتحدث معي بحرية .. أن تخبرني دائماً بما تشعر به ، مهما بدا أن عليك ألا تقوله ، أخبرني ، أنا أهتم

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن