أغلقت المكالمة و عدت إلى المنزل ، و ما أن أوقفت سيارتي حتى وصلتني رسالة من طارف و قد كتب فيها : " لقد رحل بعد أن اتفقنا على كل شيء ، سنلبي تلك الدعوة و نقوم بحضورها و لكن سنستمر بالبقاء بعيدين عن بعضنا البعض ، أحبكِ "
لا أعلم لما قررت ألا أجيب عليه الآن و نزلت من سيارتي متجهةً إلى غرفتي في المنزل الذي لا يزال خالياً من الجميع ، أغلقت كل مصادر الضوء و قمت بتشغيل حلقة من أنمي كوميدي بسيط ، لم يكن الأمر مضحكاً بالقدر الذي كنت أضحكه و أنا أشاهد الحلقة و تتلوها الأخرى لكنني شعرت أنني أريد أن أضحك حتى آخر رمق من الحلقتين .. شعرت بأنني أصبحت في حال أفضل بكثير فقمت بالإتصال به ليأتيني صوته الذي أحب و هو يقول :
- مرحباً ريماقلت له :
- مرحباً طارف- هل أنتِ بخير ؟
- أجل ، هل أنت بخير ؟
- أجل ، انتهيت من عملكِ مع محمد ؟
- كلا ، اتصلت به و أخبرني أنه بالخارج يشاهد فيلماً لذا عدت للمنزل
قال مازحاً :
- أخبرتك أن عليّ معاقبته بدرجاته هذا المستهتر- سأغضب كثيراً لو فعلت هذا بمحمد
- هل تحبينه إلى هذا الحد ؟
- أجل
قال مدعياً الغضب :
- سوف ينال صفراً لديّ ، أنصحيه بتغيير معلمه قبل فوات الأوان !- لن يستمع إليّ ، إنه يحبك
ضحك قليلاً قبل أن يقول :
- اتركيه ، سنعيش أنا و هو سوياً في المحاضرات مع طيور الحبضحكت ثم قلت :
- هل تشعر بالغيرة من يوسف ؟- أنا أغبطه كثيراً
- طارف
- نعم عزيزتي ؟
- هل أزعجتك اليوم ؟
- كلا .. لقد كنت سعيداً للغاية لوجودكِ
- هل أنت متأكد ؟
- أجل ، ريما ، ألست أنا من أزعجكِ اليوم ؟
- كلا
- لا أعلم كيف طلبت منكِ ألا تلمسيني .. أنا آسف حقاً
- طارف ! لا تعتذر لأجل شيء كهذا ، أحب أن تتحدث معي بحرية .. أن تخبرني دائماً بما تشعر به ، مهما بدا أن عليك ألا تقوله ، أخبرني ، أنا أهتم
أنت تقرأ
بعد كل شيء
Romanceمن يتحمل خسارات المرء حين تفيض عن احتماله ؟ من يشد أزر أنثى تركت كل شي لتبحث عن نفسها و لا تجدها ! من يملك الصبر العظيم لاحتمال كل ما لا يحتمل ؟ هل من شجاعة المرء أن يكتب قصته البشعة أم هي دناءة منه ؟ هل التخلي عـمن نعتقد أننا نحب و متيقنين تمام ا...