80 - ما أريده و ما أخافه !

317 19 123
                                    

" أعتذر عن تأخيري الطويل .. حديث الكثيير في تلك السنة ، أتمنى أن تكونوا بخير .. دائماً "

ضحكت من الكلمة الأخيرة و اتصلت به فأجابني و هو يقول منفعلاً :
- متى تستيقظ بالعادة أميرتي النائمة ؟
أردت المزاح بشكل ثقيل معه فقلت ببراءة :
- طارف ، أنت تعرف جيداً كيف تستيقظ الأميرة النائمة ، صحيح ؟ إنها لا تستيقظ لوحدها مثلي ، بل تستيقظ بسبب قبلة

ظل صامتاً لوهلة فضحكت و قلت له :
- لقد كنت أمزح يا طارف .. كنت أمزح معك و حسب

- لماذا تكرهينني هكذا !

بدا صوته جاداً فسكتت ثم قلت بجدية :
- أنا آسفة

ظل صامتاً لبعض الوقت ثم قال :
- كلا ، أنا من عليه الاعتذار .. أنا آسف على انفعالي قبل قليل

- طارف ، هل أنت بخير ؟

سكت لكنني كنت أستطيع سماع تنفسه الثقيل نتيجة كتمه لبكاءه فقلت :
- طارف ، أنا حقاً لم أعني أي شيء .. خذ نفساً عميقاً .. و رد عليّ .. أخبرني ، ما الذي تفكر به الآن ؟

ظل صامتاً لوهلة ثم بدأت أسمع صوت بكاءه و قال :
- لا تقبليني .. هذا مؤلم

شعرت بسكين تغرس في قلبي و ادركت أنه لا يعنيني أنا .. لقد بدأ يتكلم و هو يتذكر تلك المرأة فقلت بصوت هادئ :
- لن أفعل .. أنت بخير يا طارف ، أنت بأمان .. لن يؤذيك أي أحد في هذه الحياة ، و لا حتى أنا

- تلك العلامات لا تزول بسرعة ، كانت تؤلمني كلما نظرت إليها
ثم قال بصوت أعلى عن ذي قبل :
- لا تقبليني .. ابتعدي

دموعي قد نزلت بالفعل و أنا أحاول التماسك و أقول له :
- طارف ، أنا ريم ، صديقتك .. الأصدقاء لا يؤذون .. أنا ريم التي لن تؤذيك أبداً

بكى كثيراً قبل أن يسكت تماماً فأدركت أنه خلد للنوم ، أغلقت المكالمة و كتبت له :
" أنا أعتذر حقاً عما حدث .. أرجوك اتصل بي حين تستيقظ "

ثم انطلقت في نوبة بكاء لمت فيها نفسي كثيراً على تلك المزحة التي لم يكن لها أي داعِ ، أردت إضحاكه و حسب لينسى انشغالي عن الهاتف ، لماذا انتهى الأمر هكذا ؟ كيف انتهى هكذا ؟ تذكرت ما قاله عن تلك العلامات و بكيت عليه حتى هدأت روحي ..

غسلت وجهي و خرجت حاملةً هاتفي نحو المطبخ ، لم أرد إرسال محمد بجوعه إلى موقع التصوير رغم كل شيء لذلك أخرجت كل طاقتي السلبية في الطهو و جهزت له شطائر البرجر مع البطاطس المقلية و صحن من الفواكة المقطعة .. حين قاربت على الانتهاء و وضع العشاء في حافظة رن هاتفي فوجدت أن المتصل هو طارف .. أجبت فوراً و قلت بصوت هادئ :
- مرحباً طارف

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن