و لكن هاتفي أضاء برسالة جديدة منه و قد كتب بها ثلاث كلمات كانت كفيلة بذهاب نعاسي كله :
" ريم ، وليد هنا "
ما الذي يريده هذا الوليد .. إنها الثانية صباحاً .. هذا ليس وقتاً للزيارة حتى ! أنا لا اتفاءل بوجوده ابداً .. لابد و أنه قادم برفقة مشاكل لا تنتهي .. كل ما رغبت به فعلاً في هذه اللحظة أن تصلني رسالة جديدة تخبرني أنه ذهب !أرسلت له بعد دقائق :
" هل أنت بخير ؟ "لم يجبني .. شعرت بالخوف ينتشر في كل بقعة من جسدي .. كنت أحتضن نفسي و أنا اترقب الهاتف في خوفٍ شديد .. أردت البكاء لكنني لم أستطع .. حاولت إقناع نفسي أنه انشغل و حسب عن الهاتف لكنني لم أستطع .. اتصل بعد أكثر من خمس عشرة دقيقة من العذاب النفسي الهائل و قد أجبته فوراً قائلةً :
- هل أنت بخير ؟أجاب بصوت هادىء :
- أجل- هل أنت متأكد ؟ هل ذهب وليد ؟
- أنا بخير لكنه لم يذهب بعد
- لماذا أتى في هذا الوقت ؟
- قال إنه يريد المبيت لدي لينطلق غداً في نزهة نحو المدينة الأخرى التي يريد زيارتها صباحاً
- و ما الذي قلته له ؟
- إنه نائم في غرفة الجلوس يا ريم .. على ما أعتقد أنه نائم
- هل أنت بخير فعلاً ؟
- أنا كذلك .. لا تقلقي .. لقد قمت بإقفال باب غرفتي عليّ .. لقد أردت طمأنتكِ و حسب
قلت و قد كنت أحاول كتم دموعي قدر المستطاع :
- أنا أحبك أكثر منهضحك بصوت متعب و قال :
- هل أنا أحلم ؟- أجل إنه حلم .. و لكن عليك أن تدرك أنني لن أسامحه إذا آذاك
- هل تحبينني إلى هذا الحد ؟
قلت بهدوء :
- اصمت .. لا تستغل لحظات خوفي عليك- آسف لأنني أقلقتكِ
- عد للنوم .. تحدث معي على الفور إن أصابك أي شيء
- أنا رجل يا ريم .. لا تخافي علي .. لقد أخبرتكِ عن قدومه حتى لا يصيبكِ أي شك إن علمتي .. سنكون بخير .. هيا اذهبي للنوم
- تصبح على خير
- سأصبح عليه ؛ لأن الخير كله في صوتكِ
- كلا ، لا توقظني من نومي !
ضحك و قال :
- يبدو أنني في المرتبة الثانية في قلبكِ بعد النوم
![](https://img.wattpad.com/cover/133980753-288-k901870.jpg)
أنت تقرأ
بعد كل شيء
Romanceمن يتحمل خسارات المرء حين تفيض عن احتماله ؟ من يشد أزر أنثى تركت كل شي لتبحث عن نفسها و لا تجدها ! من يملك الصبر العظيم لاحتمال كل ما لا يحتمل ؟ هل من شجاعة المرء أن يكتب قصته البشعة أم هي دناءة منه ؟ هل التخلي عـمن نعتقد أننا نحب و متيقنين تمام ا...