30- يوم مميز

438 28 398
                                    

و لكن هاتفي أضاء برسالة جديدة منه و قد كتب بها ثلاث كلمات كانت كفيلة بذهاب نعاسي كله :

" ريم ، وليد هنا "
ما الذي يريده هذا الوليد .. إنها الثانية صباحاً .. هذا ليس وقتاً للزيارة حتى ! أنا لا اتفاءل بوجوده ابداً .. لابد و أنه قادم برفقة مشاكل لا تنتهي .. كل ما رغبت به فعلاً في هذه اللحظة أن تصلني رسالة جديدة تخبرني أنه ذهب !

أرسلت له بعد دقائق :
" هل أنت بخير ؟ "

لم يجبني .. شعرت بالخوف ينتشر في كل بقعة من جسدي .. كنت أحتضن نفسي و أنا اترقب الهاتف في خوفٍ شديد .. أردت البكاء لكنني لم أستطع .. حاولت إقناع نفسي أنه انشغل و حسب عن الهاتف لكنني لم أستطع .. اتصل بعد أكثر من خمس عشرة دقيقة من العذاب النفسي الهائل و قد أجبته فوراً قائلةً :
- هل أنت بخير ؟

أجاب بصوت هادىء :
- أجل

- هل أنت متأكد ؟ هل ذهب وليد ؟

- أنا بخير لكنه لم يذهب بعد

- لماذا أتى في هذا الوقت ؟

- قال إنه يريد المبيت لدي لينطلق غداً في نزهة نحو المدينة الأخرى التي يريد زيارتها صباحاً

- و ما الذي قلته له ؟

- إنه نائم في غرفة الجلوس يا ريم .. على ما أعتقد أنه نائم

- هل أنت بخير فعلاً ؟

- أنا كذلك .. لا تقلقي .. لقد قمت بإقفال باب غرفتي عليّ .. لقد أردت طمأنتكِ و حسب

قلت و قد كنت أحاول كتم دموعي قدر المستطاع :
- أنا أحبك أكثر منه

ضحك بصوت متعب و قال :
- هل أنا أحلم ؟

- أجل إنه حلم .. و لكن عليك أن تدرك أنني لن أسامحه إذا آذاك

- هل تحبينني إلى هذا الحد ؟

قلت بهدوء :
- اصمت .. لا تستغل لحظات خوفي عليك

- آسف لأنني أقلقتكِ

- عد للنوم .. تحدث معي على الفور إن أصابك أي شيء

- أنا رجل يا ريم .. لا تخافي علي .. لقد أخبرتكِ عن قدومه حتى لا يصيبكِ أي شك إن علمتي .. سنكون بخير .. هيا اذهبي للنوم

- تصبح على خير

- سأصبح عليه ؛ لأن الخير كله في صوتكِ

- كلا ، لا توقظني من نومي !

ضحك و قال :
- يبدو أنني في المرتبة الثانية في قلبكِ بعد النوم

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن