76- مكسور !

309 19 51
                                    

- شكراً لكم جميعاً ، أنا بخير و صحتي بأفضل حال الحمد لله الآن و أشكركم على دعواتكم اللطيفة نحوي .. ممتنة للغاية -

لم يكن خوفه من فراغ .. لقد نمت و قلبي يتألم .. ما يحدث صعب .. أنا أحاول ، طارف يحاول .. لكن المحاولات وحدها لا تكفي أحياناً .. ما يحدث يخدش روحي مراراً و تكراراً و أنا أضعف كثيراً مما يحدث !
لا أريد أن أكون قويةً إن كان هذا يعني التبلد ! لا أريد أن أثق بطارف إن كان هذا يعني الإستماع أو قراءة تلك الرسائل عن وليد ؟ فليحترق وليد بالجحيم فأنا لا أهتم به .. لكن عليّ أن أهتم بقلبي مما يفعله وليد بعقل طارف !
أفكر أحياناً أنه ربما عليّ اعتبار وليد كطليقة أنثى سابقة لطارف ، هل كنت سأسمح له بالدخول لحياتي ؟ ؟ هل كنت سأبادله تلك المشاعر ؟ كيف كنت سأنظر إليه ؟ هل سيكون رجلاً سيئاً أم مظلوماً وقتها ؟ كل تلك المشاعر قابلة للفهم و منطقية للغاية .. لكن كل ما أشعر به في الحقيقة أنني أتقزز من أعماقي حين يأتي الأمر على ذكره .. أشعر وقتها أنني فتاة قذرة .. ينتابني كل شعور سيء و اكتمه .. و يبدو أن كل هذا تراكم مع ما كتبه طارف بالأمس .. و كانت تلك القشة التي قسمت ظهر صبري طوال الشهور الماضية !


قمت بفتح هاتفي مجدداً .. و حينما أطلعت عليه وجدت رسالة واحدة من طارف و قد كتب فيها :
" أنا آسف .. أعلم أنني أستمر في صنع الأخطاء لكنني لا أعرف ما الذي عليّ فعله .. أعلم أنني آذيت قلبكِ لكنني حقاً لا أعرف لما كتبت ذلك .. ما أفعله شنيع .. لقد كان الموقف البشع لأقل من دقيقة لكنه يعبث بي منذ يومين .. أنا لا أستطيع النوم جيداً و لا التوقف عن التفكير .. أشعر بالأفكار تتصارع في عقلي .. لقد اخطأت تلك الفتاة لمرة لكنني اخطأت في حقكِ لمرات لا تحصى حتى الآن في يومين .. لقد اخطأت في حق الجميع .. و أنا أشعر بالخجل من كل هذا اللطف الذي تغمرونني فيه .. أنتِ تحتويني بحب صادق .. الشباب يعاملوني بحرص كما لو أنني أخيهم الكبير .. لكنني غبي ، أنا غبي دائماً "

رددت عليه و كتبت :
" أنا بحاجة لإجازة أيضاً .. لقد تعبت و انتهت طاقتي و أحتاج أن أفكر مرةً أخرى بكل شيء .. ربما بعقلانية هذه المرة .. دعنا نؤجل اجتماعنا إلى يوم الخميس القادم لا السبت .. و امنحني وقتاً مع نفسي "

أعدت إغلاق هاتفي بعد إرسال الرسالة و أمسكت بحاسوبي و نزلت إلى طاولة الطعام حيث كان الفطور معداً و عادل وحده من يتناول الإفطار بعيون يملأها النعاس و قد كان يقرأ من كتابه الجامعي ، بدأت الحديث و قلت :
- صباح الخير

رفع رأسه و قال :
- صباح النور

ثم أخفض رأسه و تابع القراءة .. سكبت لنفسي بعض الحليب الساخن ، حملت ساندويتشاً بيدي ثم قلت :
- لماذا استيقظت باكراً ؟

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن