70- أكثر مما تتصور!

295 20 42
                                    

- هل أنتِ بخير ؟
قلت بثقة :
- أجل ، و أنت كذلك ستكون بخير دائماً ، طوال الأيام القادمة سنكون بخير ، و سنكون سعداء ، مهما حدث ، و مهما حصل .. نحن سنبتسم دائماً

- حاضر ، أنا ابتسم الآن

- و أنا أحبك الآن

ضحك ضحكةً قصيرة قبل أن يقول :
- و أنا أحبكِ دائماً

- ليلة سعيدة

- ليلة سعيدة ، نامي جيداً و احلمي بي

ضحكت و قلت :
- حاضر

أغلقنا المكالمة و ظللت أحدق بالسقف بابتسامة بلهاء .. كنت أفكر أنني سأكون سعيدة معه مهما حاول أي أحد أو أي حدث أن يزعجني ، سأكون سعيدة طالما أنني برفقة الشخص الذي أحببته بدون سابق إنذار! الشخص الذي اختاره قلبي من دون مشورةً مني.

نمت على تلك الابتسامة بالفعل و استيقظت على طرقات الباب التي كانت من والدتي و هي تطلب مني الاستيقاظ و تجهيز أغراضي ليوم الشواء على الشاطىء مع جميع أفراد العائلة و أننا سننطلق بعد ساعة من الآن .. أي عند الحادية عشرة صباحاً حيث قرر الجميع أن نقضي نهاراً كاملاً و نختمه بسهرة ليلية على الشاطىء ، و بالطبع كنت آخر من يعلم في كل هذا !

اتجهت ناحية المرآة و نظرت إلى وجهي و ابتسمت بعمق ، ابتسمت لنفسي مراراً و تكراراً ثم غسلت وجهي و استعددت للذهاب ، أمسكت بهاتفي و أرسلت له :
" صباح سعيد يا طارف "

رد قبل أن أخرج من غرفتي و قد كتب :
" بوجودكِ عزيزتي "

ابتسمت و خرجت متجهة إلى غرفة عادل و ودعته و تمنيت له دراسةً موفقة ، خرجت من عنده إلى غرفة سعود و سلمته مفاتيح سيارتي لأنه سيحتاجها في تنقلاته اليوم ثم تناولت فطوري على عجلة و غادرت برفقة ماجد بعد أن سبقانا والدي و والدتي إلى الموقع الذي اتفقنا عليه .. كنا صامتين في البداية حتى قال :
- لماذا تريدين مقابلته ؟

- لماذا تسأل ؟

- لأنني لا أفهم هذا

قلت بإختصار :
- لأنه ضحية .. مثلي تماماً

-إنه ضحية والده بينما أنتِ ضحية شخص غريب

- في النهاية جميعنا نتشارك الألم

قال بدون أن يبدي اهتماماً :
- أريد أن أكون متواجداً

سعدت و قلت :
- هل سيسمح وقتك بهذا ؟

- أجل .. سأجد الوقت المناسب للجميع ، امنحيني بعض الوقت حتى اسأله عن موعد مناسب

بعد كل شيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن