"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل التاسع والثمانون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________يامن يرى مافي الضمير ويسمع
أنت المعدُّ لكل ما يتوقع
يامن يرجى للشدائد كلهايامن إليه المشتكى والمفزع
يامن خزائن رزقه في قول كن
امنن فإن الخير عندك أجمعمالي سوى فقري إليك وسيلةٌ
فبالإفتقار إليك فقري أدفع
مالي سوى قرعي لبابك حيلةٌ
فلئن رددت فأيَّ باب أقرعُ_"ابتهالات".
____________________________________اليوم رأيتُ اقتباسًا وكنت أعايشه واقعًا..
فبعيني رأيت الأحرار في أرضهم ينتشرون كما ينتشر الياسمين في حقله وموطنه، رأيتك بعيني في دفاع الحُر عن أرضه، وفرحة الأسير المُحرر من أسرهِ، وجدتُكِ في عناق الأمِ للغائب، ووجدت كل ذلك في يومٍ واحدٍ فرحت فيه الجموع، وهرعت فرحًا من المُقلِ الدموع، اليوم أدركت قيمة العودة من بعد غيابٍ، خاصةً وإن كان الحبيب مرابطًا رافضًا الذهاب، وتيقن بعودة حبيبه والإياب، اليوم أراكِ وطنًا حُرًا سقط فيه الطُغاة وربح فيه الثوار، رأيتك بعيني في عناق الأم للأسير المُحرر، ورأيتك في ركض الأسرىٰ بين حنايا الشوارع المُحتلة، لمحتك في حُرية الطير حينما يطير ويصل للسماء، ورأيتُكِ في لمعة أعين السُجناء، رأيتك في فرحة وطنٍ عربيٍ عادت له الهوية،
رأيتك في وجه كل فتاة جميلة، وعيناها لكل ضائعٍ في وطنه هوية، رأيتك كصباح أول يومٍ من بعد الحربِ،
هذا الصباح الذي يُشبه سقوط كل طاغيةً ورفعة كل حُرٍ،
فأنتِ وببالغ الوصفِ والقول تمامًا كـ
"اليوم الذي استيقظ فيه الناس على بلادهم حُرة،
تُشبهين الشمس الساطعة في عيني أسيرٍ تلهف للحُرية"..<"خطأ واحد فقط في العُمر، رُبما يكلف عمرًا بأكمله">
"لست نتاجًا لظروفي وإنما أنا نتاجًا لقرارتي.."
تلك المقولة المأثورة قيلت ذات مرةٍ لتكون عِبرة للقادمين من دروبٍ مُخطأة، فنحن ما إلا مجموعة من البشر وصلوا لما وصلوا إليه نتاجًا لتلك القرارات الخاطئة التي أتت جُزافًا في دروبٍ مُظلمة لم يتبين لنا نهايةٌ منها، فما تراني عليه اليوم هو نتاج قرارتي وليست الظروف المُحيطة،
لكن لولا الظروف، لما اتخذت تلك القرارات..فجأةً أنلقبت الأوضاع رأسًا على عقبٍ ما إن وقع "سراج" على جسد "إيـهاب" وحينها تحرك الشباب خلف بعضهم بصرخةٍ هادرة من "نَـعيم" الذي بأمره تحركوا جميعًا وتفرقوا لكي يلحقوا ما يُمكن إلحاقه وقد رحلوا نحو المشفى خلف بعضهم فس سيارتين خاصةً حينما سقط مغشيًا عليه بتلك الطريقة، وما إن وصلوا للمشفى وتم تشخيص حالته الطبية والصحية، خرج الطبيب بوقارٍ يخبرهم بثباتٍ بعدما زفر بقوةٍ:
_الحمدلله عدت على خير، جاله هبوط حاد في الدورة الدموية والحمدلله اتلحق في الأول، ياريت بس بلاش ضغط عصبي ونفسي عليه، وبلاش يكون في جو كله توتر وقلق لأن دا هيأثر على حالته الصحية، خصوصًا إن صحته متدهورة وشكله مهمل في نفسه، عمومًا إحنا بنعمل تحاليل علشان تكون زيادة إطمئنان وإن شاء الله خير، متقلقوش، عن إذنكم وحمدًا لله على سلامته.
أنت تقرأ
رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثاني
Randomالجزء الثاني من رواية غوثهم يا صبر ايوب للكاتبة المصرية شمس محمد بكري