139. كأس الدم

66 7 0
                                    

حان يوم تعيين الفرسان، ونتيجة لذلك، أصبح قصر هيرسن مزدحم.

كان نيكولاي يقف على الشرفة، ينظر إلى الأشخاص الذين يتحركون بنشاط حول الكنيسة داخل القصر، غارقًا في أفكاره.

شعر بشيء غريب.

في ذاكرته، كان قصر هيرسن يبدو خالياً معظم أيام السنة، رغم تصميمه الفخم ومساحته الشاسعة.

في سنواته الأخيرة، أصيب الدوق يوري بجنون العظمة، مما دفعه إلى قتل أي شخص يزعجه بغض النظر عن مكانته، فامتنع النبلاء عن زيارة القصر.

حتى بعد أن أصبح نيكولاي الدوق، نادرًا ما كان يقيم حفلات في القصر.

في البداية، تجنبته العائلات النبيلة خوفًا من الانتقام، ثم انشغل هو بإدارة شؤون الدولة والعناية بشعبه، حتى ذهب في رحلة إلى الجنوب.

استعاد قصر هيرسن نشاطه منذ وصول بعثة شارمانت الدبلوماسية، مرورًا بحفل تعيين الفرسان، والزفاف الملكي، والعديد من الفعاليات الأخرى.

في البداية، كان من المقرر أن يغادر النبلاء القصر بعد انتهاء زيارة البعثة الإمبراطورية، ولكنهم بقوا حتى الزفاف الملكي.

شعر نيكولاي بغرابة الأجواء المفعمة بالحيوية.

ولكن هذا الشعور بالغرابة لم يكن سيئًا.

بل على العكس، كان جيدًا.

أصوات الطيور المغردة، أوراق الشجر المتمايلة بفعل الرياح.

همسات الناس المتداخلة، وضحكاتهم المتقطعة.

صرخات الأطفال المرحة وهم يلعبون على العشب.

صوت القطة التي تتمدد على بساط، تغرغر بلذة تحت يد صاحبها.

صوت الكلاب تنبح بفرح وهي تلاحق القطة التي تطارد الفراشات، تدعوها للعب.

دق الأواني بعضها ببعض.

صوت الكؤوس تتصادم في التحية.

كانت الأصوات شيئًا مدهشًا.

تلك الأصوات التي لم تكن تُلاحظ في العادة، تصبح مسموعة فقط عندما نوليها الاهتمام ونصغي إليها.

مثلما استعاد عالمه الألوان بعد لقائه بكاتيا، أدرك بعد لقائها أن الأصوات أيضًا تحمل دفئًا.

من بين العديد من الأصوات التي تعمر العالم، كانت هناك بعض الأصوات التي كانت خاصة بالنسبة لنيكولاي.

"هاه... هاه... هاه..."

ابتسم نيكولاي عندما سمع صوتًا قادمًا من تحت الشرفة ونظر إلى الأسفل.

وجد أن ليكا، كانت تجلس بجانبه بسعادة، دون أن يعلم كيف دخلت إلى غرفته.

كان نيكولاي يحب صوت ليكا.

الدوق الأكبر النشبة يبي يتزوجني وانا رافضة فكرة الزواج!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن