56. حقيقة العدو

107 14 5
                                    


عندما انفصلت العربة عن الحصان، أظهر السائق براعته بالقفز فوق أحد الخيول المندفعة للأمام. في لحظة خاطفة، سقطت العربة التي كانت تحمل كاتيا من فوق الجرف.

"تيا!"

نيكولاي، الذي كان يتقدم في المقدمة بسبب ضيق الطريق، قفز من على حصانه وركض باتجاه الجرف. نظر إلى الأسفل حيث امتد الجرف بلا نهاية، ولكن العربة كانت قد اختفت في الظلام.

بينما كان على وشك إلقاء نفسه من الجرف ليلحق بها، هرع إليه عدد من فرسانه وأمسكوه.

"صاحب الجلالة! تماسك!"

"سوف تسقط إن استمريت هكذا!"

"اتركوني! هذا أمر! تيا...!"

في تلك اللحظة التي كان فيها نيكولاي يصرخ من الألم لفقدان زوجته في يوم زفافهما، سُمع صوت خطوات تخرج من النفق. التفتت جميع الأنظار نحو مصدر الصوت باستثناء نيكولاي.

ومن ظلمة النفق العميقة، ظهر شخص ما.

"إنها الدوقة!"

استدار نيكولاي بعد أن كانت مشاعر اليأس تلتهمه. كانت كاتيا قد نجت، وظهرت أمامهم جميعًا سالمة. العربة التي سقطت من الجرف كانت في الواقع فارغة.

لم تكن وحدها؛ كانت تمسك برجل مقيد بالحبال.

"تيا!"

ركض نيكولاي نحوها بجنون وعانقها بشدة. أمسك الفرسان الرجل المقيد.

"ظننت أنني فقدتكِ...! اعتقدت أنكِ..."

"صاحب الجلالة..."

"آسف على صراخي."

أمسك يديها بقوة واعتذر بصوت مرتجف. كان يعلم أن زوجته هي من تعرضت لأكبر صدمة.

بينما كان يحاول تهدئة قلبه المرتجف، همس لها بنبرة مليئة بالامتنان:

"شكرًا لأنكِ بقيتِ على قيد الحياة."

أخفت كلماته، التي بدت مثل تنهيدة، وجهه في كتفها. صوته العميق كان مرتعشًا كما لو أنه مبتل بالمطر.

حتى بوريس وفرسانه لم يروا الدوق، المعروف ببروده، يفقد أعصابه هكذا من قبل.

ما الذي حدث بالضبط؟

لماذا ظهرت الدوقة من داخل النفق وليس من العربة؟

"أنا آسفة لأنني لم أخبرك مسبقًا."

قالت كاتيا وهي تريح ظهره بيدها. شعرت بالحزن لرؤية هذا الزوج الطيب يعتذر في موقف يستحق فيه الغضب.

"إليك ما حدث..."

بدأت القصة في الليلة التي سبقت حفل الزفاف. كان السائق في منزل دوق سميرنوف ينظف العربة بعناية، حتى أنه خرج مجددًا في منتصف الليل للتأكد من نظافتها.

الدوق الأكبر النشبة يبي يتزوجني وانا رافضة فكرة الزواج!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن