142.قبل العاصفة

55 8 2
                                    


"عندما أصريتَ على الطلاق بعد سماع اعترافي، فكرتُ للحظة: هل ارتكبتُ خطأ ما؟ هل مللتَ مني لذلك؟"

"هذا مستحيل. لم تخطئي في شيء."

تمتم نيكولاي بعينين يغمرهما الحزن، متألمًا لفكرة أنه جعل زوجته تشعر بذلك.

"لو كان بإمكاني الملل منكِ، لكان من السهل عليّ ترككِ. لكنني لم أستطع فعل ذلك. لأنني لم أتوقف أبدًا عن حبكِ ولو للحظة."

قالها وهو يمسك وجه كاتيا بكلتا يديه، يمسح بلطف دموعها عن خديها بإبهامه.

"أعلم. الدوق لا يتغير."

"الناس يتغيرون. كما تغيرتُ أنا من ضعيف إلى قوي. هذا حدث معي وسيتكرر. لكن حتى لو حدث ذلك، فلن يتغير شيء في قلبي تجاهكِ."

"لا، الدوق كان قويًا منذ البداية."

"ماذا؟"

"أحب الدوق الذي كان في الماضي. أحب اختياراتك التي صنعتك كما أنت الآن، حتى في الأوقات التي اعتقدتَ فيها أنك الأضعف، أحبها جميعًا."

"......"

"لقد مررتَ بكل ذلك وبقيتَ على قيد الحياة حتى التقينا. أتيتَ إليّ في أحلك لحظاتي."

تجمعت الدموع في عيني نيكولاي مجددًا، فمدت كاتيا يدها لتمسح دموع زوجها.

"عندما تقرر زواجي من إيفان، شعرت أن حياتي انتهت ولم يعد بإمكاني العيش بطريقتي. الأيام التي قضيتها في القصر كانت مليئة باليأس، كنت أكره الاستيقاظ كل صباح، لأنني كنت أضطر لمواجهة واقع مؤلم. كنت أتمنى أن أموت في نومي، وأصلي ألا أستيقظ أبدًا."

"كاتيا..."

"أما الآن، كل صباح أستيقظ وأشعر بالسعادة لأنني نهضت بسلام واستقبلت يومًا جديدًا. أفكر في لقائك فيصبح قلبي مليئًا بالتوقعات السعيدة."

"......"

"من اللحظة التي أستيقظ فيها حتى اللحظة التي أعود فيها للنوم، أفكر فيك باستمرار. إذا اكتشفت شيئًا ممتعًا، أرغب في الإسراع وإخبارك به. حتى عندما أتناول شيئًا لذيذًا، أتمنى أن أشاركه معك."

نيكولاي شعر بنفس الشيء. كان يبحث عن كاتيا بمجرد أن يفتح عينيه، وإذا كانت لديه أعمال صباحية تمنعه من رؤيتها فورًا، شعر بالاختناق.

من ذا الذي يعاني من الشوق الشديد لرؤية زوجته لمجرد أنها غابت لبضع ساعات؟ وعندما ينتهي عمله، كان يركض على الفور متوجهًا إلى القصر الصيفي حيث توجد.

كان أحيانًا يستقل العربة أو الحصان، لكن في أوقات كثيرة لم يكن يستطيع الانتظار حتى يحضروهما له، فيركض بلا تفكير.

أحب كل مشهد يمر أمامه وهو يركض خلال النهار، لأن الطريق إلى لقائها كان دائمًا مبهجًا.

الدوق الأكبر النشبة يبي يتزوجني وانا رافضة فكرة الزواج!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن