130. خطة ممتنة

56 7 1
                                    

عندما فتح لوكا باب المصلى بقوة، رأى ظهر بيانكا وهي راكعة أمام المذبح. لم يكن العريس قد وصل بعد على ما يبدو. خطا لوكا على السجاد وأسرع نحو حبيبته التي كانت على وشك أن تصبح امرأة لرجل آخر.

كانت بيانكا تغمض عينيها وضمّت يديها، تدعو الحاكم أن ينعم بالسعادة على أسرتها.

تمنت أن يحقق زواجها الدعم الذي تحتاجه شقيقتها وزوجها لتحقيق أهدافهما، وأن يصبح العالم مكانًا أفضل. تمنّت السعادة لكل من تعرفهم، بما في ذلك أولين، الرجل الذي سيصبح زوجها، ولوكا.

'كنت أكرهه في السابق. عندما أتذكر الآن، أدرك أن ذلك كان مجرد بقايا عاطفة. لا أزال لا أفهم تمامًا لماذا كذب من البداية، ولماذا رحل دون كلمة، ولماذا لم يقدم تفسيرًا حتى بعد اكتشاف كل شيء... لكنني أتمنى له السعادة.'

بينما كانت بيانكا تستحضر تلك الكلمات في ذهنها، شعرت بحضور شخص ما، ففتحت عينيها والتفتت لتجد لوكا يقف بجانبها، بوجه متألم يكاد يفيض بالدموع.

"ماذا تفعل هنا؟"

سألت بيانكا بصوت مرتجف، محاولة أن تتظاهر بالثبات لكنها فشلت.

"أنتِ من يجب أن يجيب على هذا السؤال!"

قال، ثم أمسك بيدها وقام برفعها بسرعة. أمسك لوكا بيد حبيبته وانطلق بها عائدًا نحو الباب الذي كان أمامهما مباشرة، وكأنهما لو تجاوزا العتبة، ستُحل كل الأمور. لكن عند العتبة، أفلتت بيانكا يده.

"ماذا تفعل؟"

صاحت بغضب.

"لا تتزوجي من مينشكوف! بل أتمنى ألا تتزوجي من أي رجل آخر!"

"ومن أنت لتقول هذا؟"

سألته بارتباك. الجميع حاول إقناعها بإعادة التفكير، من والدها إلى شقيقتها وحتى أليونا، لكنها لم تستمع. ربما أرادت أن تسمع هذا منه فقط: أن يخبرها بأنه يحبها ولا يريدها أن تتزوج رجلاً آخر.

لكنها كانت تدرك أنه لا يبادلها نفس المشاعر. كان مجرد حب من طرف واحد، مؤلم.

لم يكن لوكا حبيبها، ولا حتى فردًا من عائلتها. مجرد مدرس مؤقت. مجرد شخص مرّ عابرًا في حياتها، وشخص اختار الرحيل أولاً. غادر إلى العاصمة دون حتى كلمة وداع، ليؤكد لها أنها لم تكن تعني له شيئًا.

"من أنت لتوقف هذا الزواج؟ ما دافعك؟"

صاحت بغضب.

"أنا..."

"كنت مجرد مدرس مؤقت. لا تحاول أن تُملي عليّ حياتي! أرجوك لا تتدخل."

"بيانكا..."

"لا تنادِني باسمي. فأنا لا أعرف حتى اسمك الحقيقي. الشخص الذي عرفته كان مجرد كذبة."

وفجأة، انحنى لوكا وركع على ركبة واحدة أمامها.

الدوق الأكبر النشبة يبي يتزوجني وانا رافضة فكرة الزواج!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن