المهم ... حملت نفسي وعدت ادراجي كسيرة الفؤاد والخاطر ، افكر فيما حدث وكيف تطرقت الى موضوع ذي حساسية شديدة عندها ، لكني لا احب النفاق او الكذب فليكن ما يكون ...
وفي عصر اليوم التالي جاء ( حسن ) ضاحكا ليخبرني ان خطة (عمار ) قد فشلت
_ اية خطة تعني يا (حسن) !!
_ اصر (عمار) على زيارتك لشقيقته، لهدايتها واخفى عني السبب الحقيقي من وراء ذلك .
_ وماذا كان السبب الحقيقي يا ترى ؟!
_لقد اراد لأمه ان تراك عن قرب وتتعرف على شخصيتك اللطيفة وآرائك الحلوة ، فزدت الطين بلة بذهابك.
_ ولماذا يريد لأمه التعرف على ؟!
_ لقد صارحني اليوم انه كان ... يريد التقدم لخطبتك ومن الضروري لديه ارضاء امه .. فهي تريد تزويجه من ابنة خالته التي تكبره بأعوام ... لكنها تحبها رغم ذلك ..
_الحمد لله .. الحمد لله انني ازعجتها بكلامي .. وآرائي الظريفة !.. يا له من منطق ، ولماذا لم تحضر (سهام) وامها لرؤيتي ؟! أليس المتعارف عليه ان يتعرفوا على الخطيبة في دارها لا ان تذهب اليهم !!؟
_على اية حال .. اصر (عمار) على رأيه فيك وسيحضرون غداً لخطبتك!!
_ ماذا !! كيف ترضى بذلك يا (حسن) ؟!! ثم.. ثم اني لا افكر بالزواج ... اريد اتمام دراستي الجامعية ..
صعق (حسن) لسماعه ذلك مني ، فهو من جهة لا يريد ارغامي على الزواج من جهة اخرى يود ان يكون (عمار) صديقه الحميم زوجاً لي، لكني لم اترك له الفرصة للتفكير ونهضت مسرعة الى امي اخبرها بما جرى ..
اخذت امي في الضحك واسرعت بإخبار ابي ... نظر ابي الى (حسن) معاتباً، وقال:
_كيف تفكر بمثل هذا الامر .. ان (سامية) مخطوبة .. هل نسيت ؛ لابن عمها (سامي)؟
دهشنا كلانا ، فقد كان امراً منسياً ... قال (حسن) :
_ انه امر مضى ولا اهمية له... و(عمار) شاب ممتاز متكامل الصفات وهو يليق بها..
كتمت غيظي وبهدوء قلت :
_ابي قال اني مخطوبة ل(سامي ) وعندما ينطق الاب بكلمة فلا مجال لنقاشها ... ثم اني اكره (عماراً) يا اخي ، ولست الوحيدة التي تكرهه فأخته تكرهه ايضاً.. وانا حالياً لا افكر في الزواج ... ابي ارجوك يا ابي لا توافق عليه ... اريد اتمام دراستي الجامعية ...
_ حسناً يا (سامية) سيكون لك ما اردت ...
وهكذا تخلصت من (عمار) وخطبته، واهتممت بالتركيز على المواد الدراسية وامضيت فترة انتظار نتائج القبول في الجامعة على احر من الجمر ... وكنت اخشى ان يضيع تعبي واجتهادي سدى ... حتى حان موعد ظهور النتائج .. لم تحملني قدماي على الذهاب الى المدرسة واستعلام النتائج فذهب (حسن) عوضاً عني وبقيت في الدار اتجول قلقة وكلي لهفة لقدوم (حسن) ... لم تفارق عيناي عقارب الساعة التي كانت ثقيلة جداً ذلك اليوم فهي بالكاد تغادر مكانها ... واخيراً جاء (حسن) ... وجاءت معه البشرى .. لقد تم قبولي في كلية الهندسة في القسم المدني..وطرت من الفرحة ... نسيت ان اقول ان (حسن) قد قبل في كلية طب الاسنان قبلي بعام واحد .. وكانت كليته تقع بالقرب من كليتي فكنا نذهب سوية في اغلب الاحيان ... وكان (حسن) المشجع الاول لي على ارتداء الزي الاسلامي في الجامعة ... وهناك التقيت بفتيات مثلي محجبات ... جمعت الزمالة والصداقة بيننا ... الصف او القاعة في الجامعة هي ملتقى الفئات المختلفة من الطلبة والطالبات ... واتخذت وصديقتي الجديدة (نبوغ) مقعدين متجاورين في معزل عن الطلبة الشباب... فما كان من بقية الطالبات الا ان قلدوننا في ذلك
فأصبحت القاعة مقسومة تلقائياً الى قسمين احدهما للفتيات من الجهة اليمنى للقاعة والآخر للفتيان ... وعلى خلاف ما تصوره الافلام السينمائية من اختلاط الفئتين او ضرب المواعيد واللقاءات في باحة الجامعة ، لم يحصل شئ من ذلك في صفنا ، اللهم الا ما يجمع بيننا من عمل مشترك في المختبرات حيث لا مجال هناك للكلام خارج نطاق الدرس، فالتجارب المطلوب من الطلبة اداؤها صعبة للغاية واقل ما يقال عنها انها تتعب المخ والاعصاب الى درجة كبيرة ... واما الحصص الدراسية فهي معقدة جدا ومملوءة بالمسائل الرياضية التي يستوجب حلها مساعدة الآلة الحاسبة او الكمبيوتر ، فطلبة وطالبات الكليات المتخصصة كالطب والهندسة يكونون عادة من الاوائل على صفوفهم ؛لذلك يستمتعون بالمواد الدراسية والمطالعة والبحث ، وان شذ القليل عن هذه القاعدة ، فهم قلة لا يحسب لهم حساب ....
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Spiritualعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!