بدت علامات الانزعاج على وجهه وهو يجلس متأففاً وحاله حال من لم يتوقع أن يشاهد عروسه في مثل ملابسي، وأشار أبي إلى كرسي بقرب أبن العم، فجلست عليه بعد أن جذبته إلى الوراء قليلاً_دون وعي مني_كي لا أكون قريبة جداً منه، وقرأت في ملامح (سامي) الغضب الدفين ممزوجاً بنظرة احتقار وكأن لسان حاله يقول:أنت تبتعدين عني... ومن يأبه لك؟!! وأردف انزعاجه بأن وضع ساقيه الواحدة فوق الأخرى باتجاهي والناظر إليه لا يشك في تعمده لهذه الحركة، كتمت غضبي أستمع إلى جدي وهو يقول:
_إيه يا(سامية)... قد كبرت وأصبحت شابة جميلة وقد آن الأوان لنزفك لعريسك...
وأتبع كلامه بضحكة جامله فيها أبي وعمي في حين وجه(سامي)إلي نظرة حملها كل مافي نفسه من حقد وازدراء ثم أشاح بوجهه إلى حيث جلس عمي، لقد كان يكره هذه الزيجة بقدر كرهي لها ولم يخف عليّ أن دافعه إلى المجيء هو حبه للمائة الف دينار التي سينالها بعد عام من الزواج كما قرر جدي، وأما فرحة عمي وأبي بالمال الذي سيجنيانه من زواجنا فكانت لا توصف، قلت مستدركة لما قال جدي:
_ألا يحق للفتاة أن تقرر مصيرها بنفسها ياجدي؟...عفوك ...هل يجب إجباري على هذا الزواج ؟!
زعق والدي بي يريد إسكاتي بينما أكد عمي أنه و(سامي) لا يريدان إرغامي على شيء وأن الأمر برمته متروك إلي...
_إذن بإمكاني رفض هذا الزواج؟!
ودون إن يدع عمي أية فرصة لجدي أو لأبي بالرد عليّ، أجاب :
_طبعا ياحبيبتي ...إذا كان هذا رأيك فلا مانع من ذلك أبداً...
لاحظت الفرحة على وجهه بادية بشكل غريب وملفت للنظر، ارتبت لذلك وقررت بيني وبين نفسي التريث، الحقيقة أنه أحساس ألم بي ولنقل الحاسة السادسة التي تقرع أجراسها مشاعر المرأة وقت الحاجة، فرغم إحساسي بالظلم والكراهية لهذا الزواج، إلا أن حاستي جعلتني أتريث قليلاً، فقلت:
_حسناً إذن أمهلوني أفكر بلأمر.
سمعت أبي يطلق زفرة حبيسة وبادرني جدي بالحقيقة :
_إذا رفضت أمري وعصيتيني يا(سامية)فلن أرضى عنك، وبالتالي ستؤول الثروة بأجمعها إلى (سامي)ولن ينال أبوك فلساً واحداً ، أفهمت يا أبنتي؟
_هكذا إذن!!
حدقت بوجه أبي والعرق يتصبب منه، فرأيته محتاراً شأن من يعاني من صراع داخلي...
قاطعني عمي:
_إنها ترفض فكرة الزواج.
أجابه أبي بحدة:
_هي لم ترفض قط بل هي على العكس ...إنّها موافقة...طبعا وأشاح بوجهه عني محاولاً فرض رأيه علي بلا نقاش...
حينذاك خاطبني عمي بلا مبالاة بعد أن خاب أمله في الحصول الثروة كاملة:
_حسناً إذن .. عليك التهيؤ غدا لكتابة العقد الرسمي وسأحضر (سامي)وأبي الجمعة القادمة لاصطحابك إلى دارنا...ولن نقيم احتفالاً هنا أو هناك.
سأل جدي:
_لماذا ؟
أجاب عمي:
_لحين إكمال (سامي) لداره التي يبنيها...ثم نقيم احتفالاً حينذاك ونزف العروسين لدارهما الجديدة...
وسنؤجل الاحتفال الآن لاحتياج (سامي) إلى كل قرش من أجل إلبناء..
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Spiritualعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!