الجزء التاسع والخمسون

736 40 0
                                    


وأنت يا(سامي) من رأيك أن يظل زواج أبيك في الكتمان...ولا فائدة أن تحدثت أنا إليه...

_هذا ما اتصوره يا جدّي...

_لكن (لمى) ستجن إن لم تفعل شيئاً حيال هذا الموضوع يابني...

_اسمع يا جدّي ٱن أبي لن يورث أحداً شيئاً فهو دائم السفر إلى الخارج ولا ينفق علينا شيئاً إلا اللمم ،وخاصة أنا و(سمير) على أع

ت

بار اننا نمتلك الوظيفة ويمكننا الاعتماد على أنفسنا ...وكم من مرة طرحت عليه أنا و(سمير) مشروعاً لشركة مقاولات هندسية بالاعتماد عليه فأبى ورفض ذلك وقال بالحرف الواحد: إن وظيفتي تجاهكما قد انتهت ولا تأملا فلساً ولو بعد مماتي ...لقد صمم أن يتلذذ بأمواله في حياته ،وإن نفذت فلن يُعدم الوسيلة كي.. ‏‏‏

يستميلك اليه ويحصل على ما يريد ... لذا فان كان هم لمى الثروة فلتيئس منها منذ الآن ... واما اذا كانت تحب امي فلا تخبرها وهذا افضل للجميع ... ولسوف اتحدث اليها غداً واقنعها بالامر لأجلك يا جدي ... وانت يا سامية من انبأك الخبر ... اهي لمى ...

_ نعم ...

_ طيب ... انهضي الآن ... فالليل يكاد ينتصف وجدي قد تعب من الجلوس وهو يحتاج الى الراحة .

قال هذا ووقف يريد المغادرة ، قلت :

_ لا اشعر برغبة في النوم .. اذهب انت مع السلامة .. وجدي تبدو عليه الراحة التامة .. أليس كذلك يا جدي ؟

قال جدي وقد لاحظ حيرة سامي :

_ يا بنت يا شقية هلا ذهبت مع خطيبك ... انا لا ارضى ان ترفضي له امراً .

نهضت وانا اقول :

_ امري الى الله ... لأجلك فقط يا جدي سأذهب ... ولكني لم أر جداً طيباً يطرد حفيدته التي تحبه هكذا وبكل صراحة ... المهم ... تصبح على خير ...

خرجت مع سامي وفي الحديقة سألته :

_ لي عندك رجاء يا سامي .

_ تفضلي ... ان احتجت اية مساعدة فانا مستعد ...

_ ارجوك عندما تزور جدي ثانية بحضوري الا تطلب مني الخروج معك فانا لا اشعر بالنعاس ... ولا عمل لي أؤديه في منتصف الليل ... كما اني واياه نستمتع بالحديث معاً ... فلا تحرمني منه ...

_....

_ لماذا لا تجيب ! ها ! هل غضبت ثانية ؟

_....

_ حسناً ... انتظرني خمس دقائق ريثما اجري مكالمة هاتفية ثم اعود اليك ...

_ ماذا ؟ مكالمة هاتفية في منتصف الليل ؟ .. لماذا ؟ ولمن ؟...

_ اريد ان اتصل بنادية لتحضر وتتكلم معك فتنفرد تجاعيد وجهك وتضحك وتفرح ، وتستطيع بالتالي الاجابة على سؤالي ...

ابتسم قليلاً ، ثم بارتباك وكمن يخفي الحقيقة قال :

_ قلت لك سابقاً ، اننا مخطوبان ويجب ان نتظاهر بهذا امام جدي ... هل نسيت؟

_ حسناً فهمت ... تصبح على خير ...

_ تصبحين على خير ... ولكن لحظة ... الم تقولي انك لا تشعرين بالنعاس ...

_ نعم ... هذا صحيح ...

_ اذن رافقيني نسير في الحديقة نتحدث لبعض الوقت ...

_ شكراً ... تصبح على خير ... لا اريد ذلك ..

تركته وعدت لغرفتي وقبل ان اغفو، فكرت اني قد اكثرت من ذكر نادية لسامي في حين انها لا تستحق كل هذا الاهتمام ...

جن جنون لمى عصر اليوم التالي عندما كان سامي يحاول اقناعها بالتكتم على الامر ... كنا نحن الثلاثة نجلس في الحديقة ... اخذت المسكينة تنشج عندما عرفت انها لن تنال شيئاً من ثروة ابيها - كما يعتقد سامي - اخذت وسامي نهدئها حتى سكتت على مضض كالمغلوب على امره ... ووافقت في النهاية الا تخبر احداً بالحقيقة ... واتخذت قراراً بعدم السماح لنادية او امها بزيارتها ثانية ... اما سامي فاعترض يقول :

_ لكنك ستجعلينهم يعرفون بان امرهم قد افتضح !!

_ لا يهمني شئ بعد الآن .. على الاقل ... سارتاح من رؤية وجوههم الكريهة ... ولن ادعها تخطفك يا سامي من سامية ...

وسط كل هذه الاحزان تملكتني رغبة جارفة بالضحك ... فلم اتمالك نفسي عن ذلك ... استغربت لمى مني ذلك ونظر سامي الي بعتاب فكبحت جماح نفسي عن الضحك بصعوبة ثم قبلتها من خدها القريب مني احاول ارضاءها ... وقلت :

_ ارجو الا تضايقي نفسك يا لمى ... ولا تجعليني السبب في فسخ صداقتك لنادية ... فانا لا اهتم بمن تخطف سامي .. وكما ان ...

وعلى غير المتوقع قاطعني سامي :

_ ماذا ؟ الا اشكل اية اهمية بالنسبة اليك ... هل تنظرين الي كما تنظرين الى فلاح حديقتنا او الى ابي خضر ... ان تزوجا ... او .. ماتا لا يهمك امرهما ؟!!

الواضح انه غضب من كلامي مع لمى وانا لم اقصد شيئاً سوى الحقيقة ... الحقيقة التي خطط لها منذ البداية وسماها بالصفقة التجارية .. لذلك سألته :

_ اويهمك رأيي بالزواج يا سامي ؟

_ بالطبع يهمني ...

_ لماذا؟

_ هكذا ... اريد ان اعرف رأيك على كل حال !

بهدوء قلت :

_ حسناً ... اني ان اردت الزواج بملء ارادتي .. فيجب ان ارضي الله عز وجل اولاً قبل ارضائي نفسي... انت مثلاً ... الكثيرات يتمنين الزواج بك ... شاب لا عيب فيه ، مثقف وناجح ادارياً .. ذو شخصية اجتماعية لا بأس بها .. ام .. ويمكن القول بانك ستصبح ثرياً بعد مرور اقل من عام . ان اي فتاة تسعد بزواجك منها ... اما انا ... فلا ...

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن