عساليجها وأفنائها وطلوع تلك الثمار مختلفة في غلف أكمامها ، تجنى من غير تكليف فتأتي على مُنية مجتبيها ، ويطاف على نُزالها في أفنية قصورها بألاعسال المعتقة والخمور المروقة ..قوم لم تزل الكرامة تتمادى بهم حتى حلو دار القرار وأمنوا نقلة الأسفار ...فلو شغلت قلبك أيها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظر المونقة لزهقت نفسك شوقاً ولتحملت من مجلسي هذا إلى مجاورة أهل القبور أستعجالاً بها ، جعلنا الله وإياكم ممن سعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته: &
وعنه (ص) ;& إن أنهار الجنة تجري في غير أخدود ،أشد بياضاً من الثلج ، وأحلى من العسل ، وإلين من الزبد ، طين النهر مسك وأذفر ، وحصاه الدر و الياقوت ... تجري عيونه وأنهاره حيث يشتهي ويريد في جناته وليَّ الله فلو أضاف من في الدنيا من الجن والإنس لأوسعهم طعاماً وشراباً وحللاً وحلياً لا ينقصه من ذلك شئ
- يالله ما أعظم ذلك يا (سامية) ؟! وكيف السبيل آلى ذلك؟!
ذلك أمر يسير ، قال تعالى :(( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً)) . وأفضل الأعمال هو الإيمان بالله والتصديق به والجهاد في سبيله والحج المبرور ، وأهون من ذلك إطعام الطعام ولين الكلام والسماحة وحُسن الخلق وكذلك ألا نتهم الله في شئ قضاه علينا
... وأهم الأعمال الصلاة فعلى ميقاتها ثم بر الوالدين ثم أن يسلم الناس من لسانك .. وسيد الأعمال ثلاث: إنصاف الناس من نفسك ومواستك الأخ في الله عز وجل ، وذكر الله على كل حال ، وأما أحب الأعمال إلى الله فهو سرور تدخله على مؤمن تطرد عنه جوعته وتكشف عنه كربته ، وأدوم العمل أدومه وأن قل. ...
وأستمرت طوال اليوم تسألني مختلف الاسئلة وأنا أجيبها باستيعاب ومحبة ، فشجعتها على المطالعة وأهديت لها العديد من الكتب التي لدي ... اهتمت أن تقرأ فيها وتسألني عما تجهله منها ... مرت أيام الأسبوع سريعاً وكان أبي وأمي قد بقيا ضيوفاً على بيت العم حسب ماهو متعارف ليستقبلوا المعزين ، بينما عاد أخي الكبير وزوجته إلى دارهما ...في نهاية الأسبوع جاءتني (لمى) تطلب مني بتلعثم أن أخيط لها جلباباً مع حجاب للرأس ترديديه أثناء الخروج أو وجود الأغراب في الدار .. لم تسعني الفرحة فضممتها إليّ بقوة وقبلتها مراراً.
ذهبنا إلى السوق لننتقي لها قطعة قماش للجلبات. ..اللطيف انها رفضت الخروج من الدار بلا حجاب فأعرتها واحداً مني وكان واسعاً عليها ...رغم ذلك أصرت على ارتدائه ... أشتريت لها القماش هدية مني على تحجبها ، وعندما عدنا إلى الدار ، أمضيت الليل في خياطته .. في الصباح كانت (لمى) الجميلة تبدو كلؤلؤة متألقة وسط صدفتها .... لم تبد عمتي أو (سها) اهتماماً بالأمر ..فحمدت الله لذلك فهما إن لم تهتما بها أفضل من أن تحارباها على ارتدائها الحجاب ... أما (سامي) و (سمير) فقد شجعاها كثيراً .. وقفت في الصالة أمام المرأة تشاهد نفسها فيها تدور حولها تارة ... وتشاهده من الجانب تارة اخرى والفرحة لا تكاد تسعها ... تصلح غطاء الرأس ... ثم تعيد فتحه ... وكنت أراقبها تفعل ذلك وأنا فرحة بها أيضاً .. اقترب (سمير) مني وسألني :
-إذا سمحت يا (سامية) أود التحدث إليك قليلاً...
-بكل سرور ...تفضل .
-المكان هنا لا يصلح للحديث. .. أيمكننا التحدث في الحديقة. ..
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Spiritualعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!