عندما فهمت صديقاتك بزيارتي لك في العاصمة حملني هذه الرسائل وقد الححن في ان تردي عليهن
-ان شاء الله يا امي ...
مشيت أودعهما وكذلك فعل (سامي) فالتفتت أمي إليه وقالت :
-أرجوك يا بني ..حافظ على أبنتي وصنها
أكّد لها أني في الحفظ والصون والتفت إلي سائلاً :
-اليس كذلك يا( سامية)؟!
أجبت بسرعة بالايجاب ففرحت امي و(حسن) كثيراً وعادا من حيث اتيا. .. عدت إلى الصالة لأحمل الكتب ورسائل صديقاتي فوجدت (سمير ) قد فتح إحداهن وهو يقرأ بصوت عال يتصنع فيه الدلال:
-قلبي وروحي (سامية) ... عندما فارقتك غابت الشمس ... غفواً أظلمت السماء عليّ.. عفواً ... احسست بالقربة .. عفواً.. بالغربة. ..
وبمرح ودون ان أعكر مزاجه التقطت الرسالة من بين يديه وأخذتها مع بقية الرسائل والكتب وعدت لغرفتي ... كنت قد اشتريت خلال الأيام الماضية مصباحاً على شكل بروجكت ووضعته داخل المكتبة جعلت الإنارة في الغرفة محببة ، تصفحت الكتب اولاً ثم انتقلت اإلى الرسائل أقرأهن حرفاً حرفاً وأتممتهن فصليت وأردت أن ابدأ بكتابة الردود فلم استطع ، ذلك أن شجاراً حامياً ابتدأ بين (سمير) وزوجته وبينهما صوت عمي يعلو حيناً آخر .. ثم علت اصواتهم فأصبحت واضحة وكأنها في داخل غرفتي .. ف(سمير) يريد الطفل الذي في الطريق ، وزوجته تريد التخلص منه ... الأم و الأب يدافعان عن رأي ابنهما والزوجة تهدد بالانفصال عنه ان لم يوافقها على عملية الاجهاض والتي كانت ستجريها لولا ضرورة وجوده وضرورة موافقته عليها ... وذلك في الخفاء عن اعين الدولة .. بأنفاق شخصي مع احد الاطباء المرتزقين ..(سمير) يستهجن الطلب ويريد ان يصبح أباً .. وهي تريد الحفاظ على جمالها وجمال جسمها وتدعي انها لا تزال صغيرة فهي في العشرينات من عمرها ولا تود أن تقيد نفسها بالاطفال ،(سمير) يريد منها البقاء مدة اطول في الدار لترعاه وترعى شؤونه وأن تخفف من خروجها المتزايد من الدار ... بينما هي ترفض ذلك وتقول أن بقائها في الدار هو سجن لها، فليس لها فيه ماتفعله ... اقترح عمي عليها الانشغال بوظيفة ، اجابته بصلافة :
-انا لا احتاج المال كي أخرج من اجل العمل ، وما نفع (سمير) كزوج إن لم ينفق عليّ وعلى حفلاتي ... بل هو الذي يجب ان يخدمني ... لا انا
سمعت صوت صفعة وصوتها تولول وتضج بالصياح وأصوات عمي و عمتي تهدئ من انفعال (سمير) لئلا يعاود ضربها من جديد دامت المعركة أكثر من ساعة كل من الحاضرين يدلي برأي عدا جّدي الذي غادر بعد ذهاب امي و(حسن) .. لم يتفوهة أي من الحاضرين بأن ما تريد زوجة (سمير) فعله هو أمر حرام وجريمة بحق الجنين والمجتمع وكأنهم ليسوا بمسلمين ولا يدينون بالاسلام الحنيف الذي يحرم هذا الأمر .وكأن الامر رغبة بين اثنين أحدهما يريد الابقاء على حياة الجنين لانه يريده سلسلة يشد بها الام الى دارها .. والاخر يريد القضاء على حياته قبل ان يولد للنور لأنه سيضحي السلسلة الذهبية له في الدار ... لم يفكر أي منهما في حكمته تعالى بتحريمه الاجهاض وأنه (&من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا&) ... الا يهتمون لما سيكون عليه هذا الصبي أو الفتاة في المجتمع من فرد نافع ... الأ يعتبرونه امتداد لهما يبقى بعد مغادرتهما الحياة الفانية ... اذن كيف فهما الزواج ؟! لعب ونزهات وحفلاات ومباهاة باللباس والمال ومكابرة على الاخرين .. مالفرق بينهما وبين العادة الجاهلية في وأد البنات ... وهذ الاجهاض ألا يعتبر نوعاً من الوأد قبل ان يولد الجنين؟! ... ان الجاهليين تمهلوا في الوأد لحين الولادة لاأنهم لم يملكوا الاجهزة الكاشفة عن نوع جنس الجنين والا لوأدوه في بطن امه كما يفعل المتحضرون والجاهليون في الوقت الحاضر ... وكأن فيه لهما فقط .. وليس لخالقه ..سبحانه. .. آه .... يالها من حضارة مزيفة ...عندما أتخيل انني بكل أمالي وأفكاري كان من الممكن ألا أكون أو اوجد بسبب نزوة من نزوات الشيطان أو بسبب من أنانية أمي ، يقشعر بدني. ..
يتبع....
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Spiritüelعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!