ويمكننا التأكد من هذا الهاتف الذي اعطتنا رقمه ، ساد الهدوء وسمعته يتكلم بصوت خفي
ف لم اميزه ... ربما كان يتصل بالهاتف .. بعدها قال لهم بصوت عال :
_ الم اقل لكم انها فتاة طيبة ... و ..
الظاهر انهم اكتشفوا صحة كلامي ، حمدت الله وقلت ان هذا ابتلاء هين وسهل ... ثم سمعت صوت خطوات تدنو من غرفتي ثم طرقات على بابي عرفته انه سامي حيث قال بعصبية لا مبرر لها :
_ افتحي ... افتحي يا سامية ...
ببرود اجبته :
_ ماذا تريد ... الم تكتف بصفعي ... اتود تكميل تعذيبي ...
افتحي قلت لك والا ...
افعل ما تشاء فلن افتحه ... ان اردت اخباري بشئ فقل من خلف الباب ...
سمعته يحاول بقوته فتح الباب فخفت ان يكسره ويحدث ما لا تحمد عقباه ، فقررت الالتجاء الى جدي ، هربت من باب الحديقة اليه وانا الهث من الركض ولحسن الحظ كانت انواره مضاءة ، ففتح لي ابو خضر ودلفت مسرعة الى داخل الدار ورميت بنفسي عند ركبتي جدي الجالس على اريكته ورأيت نفسي ابكي فهدأني جدي وسألني عن السبب فشرحت له ما جرى ولم اكمل سرد الوقائع حتى رأيت سامي يقف في مواجهة جدي ، فزعت كثيراً واختبأت خلف كرسي جدي وهم سامي بالتقدم نحوي فأخفيت رأسي كالنعامة بين ذراع جدي وصدره بحيث لا اراه .. سمعت جدي ينهره ويأمره بالجلوس فلم يرتدع بل قال :
_ اتعرف ما فعلت هذه المزعجة ..
_ اعرف ما فعلت ، واجلس كما امرتك .. لماذا لا تجلس ؟!
بعد برهة خاطبني جدي :
_ ارفعي رأسك ايتها القطة الصغيرة ... هيا ... قومي واجلسي الى جواري وكفاك بكاءً ...
اطعته ، ثم سأل عما حدث فأخبره بذلك واخبره ايضاً ان اهل صديقتي نبوغ اكدوا صحة كلامي ...
_ اذن مم انت مستاء ؟!
_ طلبت منها ان تفتح لي الباب فرفضت يا جدي .. بل واهانتني بكلامها الجارح .. جئت اعتذر اليها.. فاذا بها تهينني ...
حدق جدي بي بغضب .. وهذه هي اول مرة يغضب فيها مني وصاح بي :
_ لماذا قلة الادب يا بنت ؟! هل هذه تربية ذويك لك .. انت الفتاة المؤمنة التي افخر بها ... عليك ان تتحلي بالاخلاق الحميدة وليس العكس ...
_ اسأله يا جدي بماذا اهنته .. وماذا قلت له ...
ورغم انني اخبرته ماذا فعل وكيفية اعتذاره العنيف ... الا انه اصر على ان اعتذر اليه في كل الاحوال ...
فقلت له بعد تلكؤ ، افكر في كرامتي المهدورة بين جدي وحفيده ... وافكر في ان الصبر على الابتلاء هو الحل الوحيد :
_ انا اسفة يا سامي على ما قلته لك..
_ هذه واحدة لا بأس عليك فيها ... والاخرى لماذا لم تتصلي هاتفياً بنا تخبرينا انك ستتأخرين ! ها ! لماذا اخترعوا الهاتف اذن ؟ اتحبين ان تتصرفي وكأنك فتى لا خطر عليه ان تأخر في المساء ؟! اجيبي كيف وصلت البيت في هذا الوقت المتأخر ؟
_ لم استطع الاتصال خوفاً .. اقصد ... لا يوجد هاتف هناك في المكتبة ..
فهم سامي اني اردت القول خوفاً من افتضاح قضيتي فانا لا املك هاتفاً في بيت اهلي ... والواقع انه لم يوجد هاتف في المكتبة ، ثم اكملت :
_ اما طريق العودة فكان آمناً .. لاني عدت في باص الركاب العمومي فهو آمن لي ...
_ كلامك هراء كله .. انت تتنصلين من العرف والتقاليد ..
قال جدي :
_ هدئ من روعك يا سامي ...
وامر ابا خضر باحضار عصير الليمون لنا ، لم استطع ان اتناوله لاني متعبة نفسياً .. وزاد في ذلك ان جدي طلب مني الا اعود للتأخر ثانية !!
_ لا استطيع يا جدي ، ان مستقبلي لهذا العام يتوقف على الدراسة في المكتبة في هذه الفترة ، ولذا قد اتأخر للايام المقبلة ايضاً !!
ثم اخبرتهم القصة بكاملها .. فقال جدي :
_ بغض النظر عن مشاكلك الجامعية نحن أُناس محافظون ، ولا يمكنك العودة ليلاً ، فعليك ان تفكري بحل لمشكلتك ..
_ حلها انت يا جدي ..
_ لماذا لا تتركين الجامعة ؟!
شهقت وانا اجيبه :
_ مستحيل يا جدي ... ارجوك لا تكرر هذه الكلمة ثانية .
ابتسم سامي في انتصار وبتشف قال :
_ نِعم الرأي يا جدي .. للمرأة ذووها ودارها فلم التعب والازعاج ...
قلت
_ جدي لا تسمع له ارجوك .. لا تكن ضدي انت الاخر .. الا يكفي ان كل من في هذا البيت يكرهونني ولا أليف لي فيهم سواك .. وانت ايضاً .
ولم استطع ان اكمل فقد سرقت بدموعي واخفيت وجهي وانا ابكي بحرقة ...
الحقيقة انني ببكائي اردت ان استميل قلب جدي لي فاذا بسامي يقول بلين :
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Spiritualعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!