الجزء الحادي عشر

770 49 0
                                    

لذلك كنت تجدنا نفرح بوقت الفارغ بين الحصص لنستطيع اثناءه حل ما بقي لدينا من المسائل او اتمام نتائج التجارب التي قمنا بها في المختبرات ، وان لم يكن لدينا واجب دراسي اغتنمنا الفرصة واغرنا بهجوم صاعق على مكتبة الجامعة لاستخراج المصادر المهمة التي تعيننا في مرحلتنا الدراسية تلك، هذا في حال اكمالنا مخططات الرسم الهندسي التي يستغرق اقل مخطط فيها ما لا يقل عن ثلاث ساعات .... لذلك فأنا اعجب عندما اشاهد في التلفزيون ما يعرض من قصص ومغامرات تنسب ظلما للجامعة ولطلبتها ... الطريف ان هناك من يصدق مثل تلك القصص ويكون متحمساً بادئ الامر معبأً ذهنياً لما سيحدث له من مغامرات مع

الجنس الآخ

ر فيعود بخُفّي حُنين حيث انه لا يجد الوقت الكافي لإتمام واجباته اليومية فكيف بالمرح والمغامرات !!!!

لم يمض على بدء الدراسة الا شهور قلائل حتى تقدمت عدة وزارات بعقود للطلبة والطالبات للعمل لديها بعد التخرج مقابل رواتب شهرية ومنح بسيطة للدراسة ، فتعاقد الكثير من الطلاب والطالبات وكنت ممن تعاقد معهم وذلك لأني لم افكر في العمل الحر بعد التخرج ففضلت الارتباط بالعمل الوزاري المكفول ... مضت الايام سراعا واشرف العام الدراسي على الانتهاء .... اقترب موعد الامتحان النهائي ، وكنت قد تهيأت له وصديقاتي بكل جدية ... في اليوم الاخير من الامتحان عدت فرحة الى البيت وظننت ان الجميع سيفرح معي بحلول العطلة الصيفية وانتهاء الامتحانات ففوجئت بامي وهي دامعة العينين يجلس ابي الى جوارها وقد وضع رأسه بين كفيه واظنني سمعت صوت نشيجه رميت الكتب وهرعت اليه ، وجثوت قربه سائلة عما حصل فأجاب :

_لا شئ مهم يا ابنتي ... انه... انه معمل النجارة الضخم اح...

ولم يستطع الاكمال فاكملت امي عوضا عنه :

_احترق المعمل باكمله ..يا ابنتي ...

_كيف حدث هذا ومتى ؟!

_ذهب ابوك صباح اليوم ليجده رماداً ... هو وجميع المخازن الحاوية على آلاف القطع الخشبية .... لكن لا يهم ... ان المصنع مؤمن عليه لدى الدولة وسوف يحصل ابوك على قيمة التأمين ان شاء الله ...

اطلق ابي زفرة حملها كل همه وقال يطمئنني :

_لا عليك يا ابنتي ... انه امر عادي يحدث في كل الاماكن والازمان ... ولا مشكلة لدي الا انني حزين للجهد الذي ضاع وللاثاث الذي يجب ان يسلم في اوانه بعد ان قبضت ثمنه ...

اطمأننت لحديثه هذا او ظننت الامر لا يعدو اجراءات شكلية يعود بعدها ابي ومصنعه للحياة ثانية... عندما عاد حسن لم يهتم للامر بقدر ما اهتم بتجديد طلب عمار صديقه السابق خطبتي ... وهذه المرة عرض الموضوع بطريقة اشبه بالجبر والالزام ... فلم ابال به ... لكنه ظل يلح ويلح لكي يحصل مني على كلمة موافقة مبدئية على حضورهم ... دون نتيجة من جانبي ... لكنه عكر علي صفو حياتي بطلبه هذا . ‏‏‏

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن