93

712 36 2
                                    

_نعم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_نعم...نعم أذكر ذلك.

_فهمت أنك لا تعتبرين(نادية) غريمتك ...فوجدت الحلّ في إنسانة تحبينها وتحترميها مثل صديقتك تلك...ما كان اسمها..آه..نعم (نبوغ).. وحصل ما أردته...ورأيتك تتخلين عن المنطق الذي الزمته طوال الساعة وثرتِ ... ولو أغظتك قليلاً ايضاً، لشتمتني وربما...كسرت رأسي بالكرسي..

ضحكت،ثم قلت:

_إذن ...لم تكن تريد خطبة أية واحدة منهما؟ وأنا التي صدقتك!! لعلي بدوت سخيفة بنظرك، ظننتك غضبت مني..هل آلمتك بكلامي؟!

_على العكس... لكني عندما رأيت ثورتك تلك خفت عليك...فأنا لم أرك ثائرة هكذا من قبل! أشفقت عليك لأني آلمتك...إنك لم تشعري بي عندما تبعتك لانشغالك بالبكاء والنشيج...تلك اللحظة، لحظة خوف وسعادة بالنسبة لي...سعادتي لتيقّني من مبادلتك لي المشاعر ،وخوفي عليك ..انتظرتك صباح اليوم التالي كثيراً...حتى أني لم أذهب لعملي ...ولم يخطر ببالي أنك ربما غادرت المنزل من الباب الثاني...طرقت باب غرفتك كثيراً فجاءت (لمى)تفتح لي من داخل غرفتك...عجبت لذلك كثيراً وسألتها عنك...أخبرتني أنك الآن في الجامعة...لم أصدق كلامها...ذهبت إلى الجامعة وهناك لمحتك ...وقد شاهدتني وتجاهلتني..أليس كذلك؟

_نعم..لحظتك صباحاً ولم تدر أنت...خمّنت أنك ربما تنتظر خروجي فأحببت أن أغيظك...

_أيتها الماكرة....لا تعلمين مدى قلقي عليك آنذاك.

_حقاً...ولماذا؟

صمت قليلاً ثم قال:

_إن توضيح الواضحات من أصعب المهمات...أسمحي لي أن أقول لك أني معجب بك..ليس في الفترة الأخيرة عندما تبدلت شخصيتي فقط...بل...منذ...اليوم الأول ...عندما حضرت مع المرحوم جدّي...أتذكرين أنك رفضت مصافحتي...!

_نعم...أذكر ذلك ..

_لقد أيقظت فيّ شيئاً نائماً...لم أعترف بوجود فتاة شابة ترفض المصافحة...فأنا أعيش في جو لا يحرّم هذه الأمور ...تساءلت في نفسي عن السبب وأخذت أفكر في تدينك أهو حقيقي أم زيف وخداع...فلماذا تحرم الفتاة نفسها من التباهي والتفاخر بجمالها أمام الآخرين ؟ ولماذا لا تحاول استقطاب الأنظار إليها وهي على هذا القدر من الأنوثة؟! لماذا لا تبرز مفاتنها؟!

بعد أن تغيرت فهمت أن هذه الفتاة وكل الفتيات أمثالها ...يحببن الله عز وجل...أكثر من أنفسهن ويذبن في طاعته، وبذلك ينجو المجتمع من الانزلاق الى الرذيلة، وتستقر الأسرة ولا تعصف بها العواصف ...عندما عدت إلى البيت بعد المقابلة الأولى فكرت في زواجي منك...هل سينجح؟! أحسست بصراع داخلي ..أنا أعيش ضمن عائلة تختلف عنك مائة في المائة ،فكيف يمكنني الانسجام معك؟! فكرت ...أن أختبرك...لأني حقيقة لم أعترف بإمكانية وجود فتاة جميلة ..ذات شخصية  متميزة في بيئة غير بيئة العاصمة...خاصة أني كنت أعتبرها إنسانة غير مثقفة إطلاقاً...أردتك لي زوجة!! ولكن كالباقيات وخمنت أنك لن ترضي بالتبرج...وأنا أكره الخداع...فارتأيت أن يكون زواجاً صورياً أفهمك خلال العام عن قرب فأقرر الزواج منك أو عدمه....إذ لربما كنت معقدة كما قالت عنك أمي حين أخبرتها عنك أول مرة...وأنا أحتقر نفسي إن خدعت الفتاة بالزواج وأنا مصمم على الخلاص منها بعد عام...ولا أريد أن أكون مزواجاً فهذا أمر لا يتناسب وشخصيتي ..ولدى حضورك إلى دارنا ..تفاجأت بدماثة أخلاقك وطيبتك...تواضعك،محبتك للآخرين...

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن