تم العقد في جو ابعد ما يكون عن الفرح والبهجة ، جاء جدي وعمي وابنه من طرف العريس ، وحضر ابي وامي واخي الكبير وزوجته دون اطفالهما بينما تخلف حسن عن الحضور ، وذلك حسب طلب عمي الذي لم يكن يملك الوقت الكافي لاجراء اي احتفال ... وقبل العقد طلب سامي من ابي ملاقاتي والتحدث الي قليلا فوافق ابي ، وجلست الى جوار امي في الصالة وارتديت العباءة فوق ملابسي كالعادة وكذلك فعلت امي ، قدمه ابي الينا وطلب من امي مرافقته الى الغرفة المجاورة ، استغربت في البداية وتملكني خوف مبهم من هذا القريب الغريب ... جلس امامي ، كانت تفصل بيني وبينه طاولة صغيرة وضع عليها اكليل من الزهور الطبيعية صفف بشكل هرمي ، وجاءني صوته هادئاً عميقاً كرجل في الاربعين ، خفضت رأسي حياء ولم انظر اليه عندما كان يقول :
_ لا اعلم ان كنت ستفهمين ما اقوله ام لا ، ولكني اتمنى ان تفهمي ذلك جيداً .
تريث برهة ثم قال :
_ ان الامر ليبدو اقرب الى صفقة تجارية منه الى زواج واستقرار .. فلا شك ان اول المستفيدين فيما بيننا هما والدانا ... على ان بامكاننا نحن ايضا ان نحصل على ثروة ضخمة بعد مرور عام على ابرام هذه الصفقة ... انا لا احب الكذب او المراوغة ... انا لا احبك ولا اشعر تجاهك باي نوع من العاطفة ... واذا كنت افكر في يوم من الايام ان اتزوج من فتاة ما ... فلن تكوني انت بالطبع ...
احسست به يتطلع الى وجهي المحترق احمراراً ... ليدرس اثر كلامه علي ... فلم اقاطعه رغم المرارة والحرج اللذين شعرت بهما ... فها انا اليوم مضطرة لقبول مثل هذا الكلام وكأنني استجدي رضاه ... كتمت لوعتي انتظر ما ستتفتح عنه قريحته ، فها هو ذا اول الغيث ... ترى ماذا سيقول بعدها ، لا شك انه احس بالحرج الذي اعانيه ، وتابع حديثه قائلاً :
_ انت لا ذنب لك فيما حدث .. لا ولا انا ... وربما ان رفضت الزواج فستنالين من هو افضل مني ... لاني لن اعتبرك او اعاملك كزوجة لي وستعيشين معنا في الدار وستخصص لك فيه غرفة فقط ... فيجب ان نجامل جدي ونرضيه لحين مرور العام بسلام ، وعندها نستلم الثروة التي وعدنا بها فسوف ... يرجع كل منا لما كان عليه قبل العقد ... لذلك ولمصلحتي ومصلحتك يجب الا يشيع خبر هذه الزيجة وارجو منك ان تلتزمي الحرص في ذلك بحيث لا تفهم اية واحدة من صديقاتك او معارفك به وهذا في صالحك طبعاً ... وبالنسبة لي فانا لا احب بعد مرور هذه الصفقة ان اعرف بالشخص الذي يتزوج ويطلق في نفس العام ... فانا اعتبره امراً مشيناً يسئ الى سمعتي ... والان ماذا قلت ؟... اذا وافقت على هذه الشروط فبها .. والا فيمكنك الرفض ... فلا يزال هنالك متسع من الوقت .
قلت له دون تفكير :
_ انا موافقة ...
_فكري جيداً فيما قلته لك ... انا انسان جاد وصارم ولا احتمل التهاون في امر من الامور ... ولا تتوقعي مني اية مساعدة خلال اقامتك لدينا ... فلا تتعجلي في الجواب وكوني صريحة معي ...
_ لا عليك ... فكرت بالامر جيداً ... وارى انك في تكتمك على هذا الزواج والمحافظة على سريته تسدي الي معروفاً ايضاً .. لكن لي شرط واحد فقط ارجو ان تحققه لي ...
_ وما هو يا ترى ؟
_ الا تضايقني او يضايقني احد ما على حجابي او ارتدائي له في الدار .
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Tâm linhعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!