باب غرفتي مفتوحاً وخلال كل خمس دقائق يمر أحد المستخدمين ملقياً بالتحية للمرة الثانية أو الثالثة ...وحتى المهندس (محمود) ...جاءني يستفسر عن أمور أنا متيقن أنه يعرفها جيداً...الأمر الأدهى من ذلك هو المدير الداخلي للقسم وهو رجل عجوز متّزن ...بهره جمالها فجاء يطلب مني سيجارة...وهو لا يعرف التدخين...ولم يخرج من الغرفة إلا بعد أن أشعل السيجارة ونفث فيها نفثة سعل على إثرها كثيراً...وطلب مني أن أعرفه ب(نادية) ،ففعلت كذلك ولم يتركنا إلا بعد أن رآها لم تبال به...وتنظر إليه شزراً..._ألا تلاحظ انك تسهب في التفاصيل بلا داع ...هلا أخبرتني ماقالته لك؟
_حسناً...شكت إلي معاملة زوج أمها الجديد...وهو ليس أبي بالطبع بل شخص آخر تعيشان عنده، وأنا أعرفه...وهذا يعني أن أبي قد طلق أمها منذ فترة طويلة ...وألم تلاحظي مكوث أبي في الدار منذ فترة، و.....ألن نسير...
_حسناً...تفضّل...ها قد سرنا...هل عرفت (لمى) بلأمر....
_نعم ...وأما (نادية) من بين دموعها طلبت مني أن أخلّصها من وضعها ذلك...بأن أتزوّجها !
_وأنت...ماذا قلت لها ؟!
_ماذا تظنين أني قلت لها ؟
_لا أعرف...فقط أخبرني...
_ألا تلاحظين أنك عصبية المزاج هذا اليوم؟ لماذا لا تتحدثين بهدوء كعادتك؟..
-...أنا آسفة...
ولا أعلم لماذا ضحك وهو يقول:
_طلبت منها أن تمهلني لأفكر...وأردت استشارتك في الأمر...
أحسست بدوار وغثيان ولاحظ هو ذلك فقال:
_يبدو أنك لست على مايرام...تعالي نجلس على الكراسي هنا...
شعرت بتحسن بعد أن جلست بقليل ولكني لم أستطيع الكلام...
_لعل سهرك في المذاكرة وتعبك في الجامعة ...قد أثّرا على صحتك...باستطاعتك التغيب عن الدراسة ولو ليوم واحد تستردين فيه عافيتك...
_لا...الحمد لله إني الآن بخير...
_آسف إن كنت أتعبتك ...لكني رأيت من الضروري سؤالك فأنت لا تزالين طرفي الثاني في هذا الزواج وأرى من حقك أن تدلي برأيك فيه!
_وإن كان مؤذياً لمشاعرك !!
_نعم....أريد الحقيقة لا غيرها...
_هي لا تنفعك ..أنت ألآن من الشباب المؤمن الواعي...فكيف ترضى لنفسك بمثل (نادية) !!
_هذا صحيح...لكني فكرت أنني لربما استطعت كسبها للدين وهدايتها إليه...
_هذا ما يقوله الجميع ممن يعجب بالظاهر فقط فيحاول تبرير ميله إليها بهدايتها...فالشاب عندما يعجب بأمرأة متبرجة سيحاول إقناعها بالحجاب ليستطيع الزواج منها...هناك من ترفض طبعاً...وهناك من ترضى...والتي توافقه على الحجاب تكون في معظم الأحيان وبالاً عليه....لأن ما تغير منها هو الظاهر فقط ...لا الباطن ...وكيف يتغير الباطن بهذه السرعة؟!....اللهم فيما ندر...وهناك حالات قليلة تكون شخصية الزوجة فيها أقوى من الزوج...فتجرّه هو للفساد...أما في المعدل فإنها تكون بعيدة عنه وعن أفكاره، وقلما يلتقيان على أمر واحد...
أكثر حياتهما منبر للنقاش. .وعندما يصحو هذا الشاب من حلمه يجد نفسه أباً للعديد من الأطفال...فلا يستطيع التخلي عنهم لأنه مسؤول عنهم يوم القيامة ويحاسب عليهم إن نشؤوا طالحين...كما يحدث الآن في الغرب...الشباب المسلم المؤمن هناك يخشى على نفسه من الفساد ويحاول الزواج بأول أمرأة أجنبية تصادفه...ونادراً ما يتزوج من الجالية المسلمة المثقفة دينياً هناك،أتعرف لماذا!؟
_لعدم تكافؤ الفرص هناك..فالفتاة المحجبة تخفي جمالها عنه بالحجاب بينما تتفن الأجنبية وبكل الوسائل في أن تثيره...وميل النفس أمر لا مفرّ منه ...تراه يطيع هوى نفسه ويوهم عقله أنه إن جعلها ترتدي الحجاب سوف يرضي ربه وضميره وينسى أو يتناسى حديث النبي (ص):&إياكم وخضراء الدمن&وضررها عليه،ناهيك عن الأضرار التي ستلحقها بالأطفال...فكيف ستربيهم !! وكيف ستعودهم على العادات الأسلامية؟...اللهم إلا إذا أذابت شخصيتها في شخصية زوجها...وهو امر إن لم يكن مستحيلاً فهو نادر...لأن غالبية الأجنبيات أو بعض المتبرّجات في بلادنا يحتقرن الإسلام والمسلمين منذ الطفولة...لا بل يكرهنه ويحقدن على الدين الإسلامي...
يتبع......
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Spiritualعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!