الجزء الخامس والثلاثون

683 39 2
                                    

أن أسلوبه في الكلام لم يعجبني بل أغاظني فقد كان يتحدث إلي بعلياء وتكبر لذلك أطرقت ولم أعلّق على كلامه بشيء

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أن أسلوبه في الكلام لم يعجبني بل أغاظني فقد كان يتحدث إلي بعلياء وتكبر لذلك أطرقت ولم أعلّق على كلامه بشيء ...فأعاد امره إليّ بالاستعداد ،فأجبته بكل برود:

_إني على أهبة الاستعداد للخروج، وعليك أنت الاستعداد لذلك فأنت لا تزال بالملابس المنزلية...إلا إذا كنت تريد الخروج بها.. فهيا...

ضحك الجميع فنظر(سامي)إلى ملابسه وابتسم وقام يتهيأ للخروج رافقته إلى محل الصاغة وكنا لانتبادل الحديث أثناء الطريق وكأننا في مهمة رسمية ،فانتقيت لي خاتماً رفيعاً  أقرب إلى الحلقة لازينة فيه كي أستطيع التحلي به دون أن يعتبر زينة، وبثمن بسيط أيضاً، أما (سامي)فأختار لنفسه خاتماٌ كبيراً من الذهب الأصفر اللماع،قلت له بهمس وأنا أغالب ضحكتي:

.(سامي)،لا يجوز للرجل التزّين بالذهب...الذهب للنساء.  أختر لك خاتماً من الفضة.

بدى التعجب عليه وبعد أن تأفف قليلاً من كلامي، انتقى واحداً من الفضة، ففرحت في نفسي، لأنه قبل كلامي، انشغل (سامي)بدفع فاتورة الحساب بينما كنت أشتري مناديل للرأس كنت بحاجة إليها من المحل المقابل للصائغ ،ودفعت له الثمن من نقودي،حضر (سامي)وأراد أن يدفع ثمنها لكني شكرته وأخبرته بعدم حاجتي لذلك...

استغرب وقال:

_لكني أنا الرجل وأنا الذي يجب أن يدفع الثمن...

_لا بأس في ذلك، لقد دفعت ثمن خاتمي وفيه الكفاية...

وبلين ومداهمة لم تَخفيا عليّ قال:

_إذن دعيني أدعوك للغداء بدلاً من ذلك.

قلت في نفسي ماذا يظن نفسه، أيعتقد أني سلعة رخيصة لأقبل دعوته !قلت بدون أن أجامله:

_لنعد للبيت.. هيا بسرعة...أنا لست من تلك الفتيات اللواتّي تعرفهن...

قلت هذا وسبقته إلى السيارة، عندما صعد هو الآخر رأيته محمراً من الخجل أرتحت لهذا، ولخجله لم يتبادل معي أية كلمة طوال طريق العودة ،وكان هذا الشيء يريحني في (سامي)،أنه قليل الكلام...

عندما استلمت مكتبتي الصغيرة زاد النجار على الثمن الذي اتفقنا عليه قليلاً فاضطررت أن أدفع له ما تبقى عندي من النقود ولم يتبق لي سوى النزر القليل ،الفرحة التي غمرتني بعدما رتبت فيها الكتب والأدوات أنستني حاجتي للمال...إن دخولي وخروجي من الدار أمر أقرب للمستحيل ،أي أنني إلى السجينة أقرب،فعمتي لم تسمح لي بالتسوق إلا مرة واحدة أسبوعياً ويوم الجمعة فقط عندما تكون هي نائمة...ولم يزح إحساسي بالسجن هذا سوى زياراتي لجدّي العزيز،الذي بدأ يبادرني بالزيارة،وفي أول زيارة له أستغرب وجود طباخ عندي وأستفسر عن السبب فأخبرته انني اشعر بالحرج من وجود (سمير)وزوج (سها)الدائم تقريباً فافضّل أن أنعزل بالطعام علاوة على طول فترة الطعام المرهقة بالنسبة لمن لم يعتد عليها...

ولم يكن هذا بالأمر المهم قياساً إلى مشكلة الحجاب...نعم فعند زيارتي له كنت مرتدية الحجاب ومتعللة بوجود صاحبه (أبو خضر) ...أما الان ولأنه في غرفتي يجوز ألا أرتدي حجاباً منه فالجد كالأب يجوز خلع الحجاب أمامه وارتداء الملابس المنزلية وهو أمر سهل ،لكن الصعب فيه هو عندما سمعت وقع أقدام رجل تقترب من غرفتي فخمّنت أن يكون(سامي)أو أحد ما، أسرعت بارتداء عباءتي لئلا افاجأ وقد علقتها قرب الباب ليسهل تناولها عند الحاجة ...وإذا بالقادم (سامي) جاء يطلب جدّي لأمر ما، أستغرب جدّي عدم خلعي العباءة أمام (سامي)،فسألني

ترقبوا .....

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن