الجزء الخامس عشر

729 43 4
                                    

لم يعترض أبي بينما امتعض جدي وأراد أن يقول شيئاً لكن عمي نهض ونهض معه(سامي)فأنهضاه ورافقهماه والدي حتى باب الدار..خرجت من الغرفة لأرى أمي فاغرة فمها وهي لا تزال تمسك صينية الأقداح بيدها وقد عجبت لعدم استدعائها لتقديم العصير...وجدت الفرصة مواتية لأختلي فصعدت إلى غرفتي وأنا أفكر في مدى جدية هذا الموضوع...رضوخ أبي غير الطبيعي لما قاله عمي وكيف يتم العقد بلا أحتفال، واذا كان لا يريد أن ينفق فلساً من أجله فكيف سيغدوا الأمر فيما بعد؟! وصديقاتي إذا وافقت على الزواج أأتركهن هكذا دون وداع أو أحتفاء لوداعي؟!..

ماهذا الهراء؟... انا لن أوافق فلماذا أشغل نفسي بهذا التفكير ...لكن...لكن...مابال أبي اجاب بالموافقة رغم فهمه لاعتراضي عليه...قررت أن استفسر منه فيما بعد..

توضأت وأمسكت القرآن افتحه واقرأ السورة الأولى من أول الصفحة كعادتي كلما أحسست بالضيق فقرت الآية الكريم:{يريد الله بكم اليسر.......}

عندها أحسست بنوع من الراحة والاطمئنان ...وسمعت طرقات خفيفة على الباب المفتوح ،إنه (حسن) يستأذن في الدخول ،أدخلته وطلبت منه الجلوس على الأريكة في مقابلي فبادر قائلاً:

.(سامية )أنت لست مضطرة لقبول هذا الزواج، والاتفاق الذي أبرموه فيما مضى لا قيمة له الآن بعد أن كبرت ورشدت ، ومن الناحية الشرعية يمكنك الرفض...بدا عليه أنه يريدني أن أرفض،وأكمل:

_أرفضيه أرجوك...لماذا تقبلينه وترفضين(عماراً)؟!

أعطني سببا واحداً لذلك؟!!

نهضت من محلي واتجهت نحو النافذة وأنا أكتم اشمئزازي من الموضوع، لكن (حسناً)أكمل:

_حكّمي عقلك يا(سامية)..إن(عماراً)إنسان طيب وهو لن يؤذيك وسيتوخّى العدالة معك في كل الأمور.

اوحت كلمة العدالة لي بالجواب فقلت مسرعة:

_نعم إنه إن تزوج بأمرأة ثانية للا سبب فسوف يعدل بيننا...أليس كذلك؟!!

_بالطبع إنه سيعد....أوه أقصد...كلا ....ولماذا سيتزوج بأخرى ؟! من قال لك ذلك؟!

_أنت ...صديقه الوحيد وحديثك دائما يدور حول الزواج بأكثر من واحدة...وأنت لم تخطب واحدة بعد..

الحقيقة أني أرتأيت ألا أخبره بالسر الذي أطلعتني (سهام) عليه عن مغامرات أخيها بحجة الخ

طبة وقسوته في نقده لهن أو إطالة الحديث معهن ،وخفي من (حسن)إن فهم ذلك أن يعاتب (عماراً)وسيعرف الأخير بمن أطلعني على أخباره وستنال (سهام) المسكينة العقاب وأي عقاب، وأنا لا اعتقد بوجود من ترضى بشاب ذي تجربة ومغامرات  مع الفتيات فأقل ما يقال عنه أنه عديم الحياء، أو ضعيف أمام الجنس الآخر.

أكمل (حسن):

_ما لك ولي...إن لي آرائي وهي تختلف عن آرائه...

نظرت إليه كمن يقول:&وهل ينطلي كلامك هذا علي ؟فشعر بالغضب وهو يقول:

_على أية حال إذا تزوجت من (سامي)فلسوف أتبرأ منك...

أستوقفته دون أن ألمح عن رفضي للزيجة بأكملها وسألته: ‏‏‏

ترقبوا البارت القادم...

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن