_أرأيتِ....أرأيت يا (سها) أخاك وأفعاله ...إنه مثل الأب الذي (نوى) أن يشتري سيارة فأخبر زوجته و الأطفال ليفرحهم بالنبأ فشرعوا يتخاصمون حول من يجلس في المقعد الأمامي الزوجة أم الأطفال مما جعل الأب يقف في الوسط-ونهض ممثلاً دور الأب -صائحاً:
_اخرجوا جميعاً من سيارتي عقاباً لكم على الضجيج..
ضحك الجميع عدا(لمى) وأمها يبدو أني أخطأت بأخبارهم حقيقة وضع أبي المادي...وربما لن ترضيا بأخي (حسن) زوجاً ل(لمى) فيما لو تقدم لخطبتها...فجأة رنّ جرس الباب وكان الضيوف هم (نادية) وأمها وخالتها!!
دخلت النسوة الثلاث في موكب فخم من الأناقة والغنج وكأنهنَّ ممثلات يستعدن للتصوير وألقين بالتحية بترفع ثم صافحن الحاضرين واحداً واحداً ثم قبّلن (لمى) وعمتي وجلسن وبدأن بالتحدث إلى الجميع ويبدو أنهن يعرفن العائلة منذ مدة طويلة استمتعت بالنظر إليهن وسماع الأحاديث من حولي وقد ألتزمت الصمت، واللطيف أن (لمى) وعمّتي ارتديا الثوبين اللذين خِطتهما لهما، أطرت (نادية) على ذوق (لمى) وعمتي في أنتقاء زيّهما ...لكن عندما علمت أني التي خطتهما لوت شفتها ازدراءاً ،أردت أن أغادر وأعود لغرفتي، لكن حواراً بدأه (مراد) اجتذبني ،فهو لا يُعدم وسيلة يُسيء بها إلى (سها) إلا واستغلها...
فقال مخاطباً (نادية):
_أتتكلمين عن الذوق والجمال ...وهل توجد من الحاضرات من ترتدي مثلما ترتدين يا جميلة؟!
أغمضت عيني خوفاً من رؤية ماسيحدث ...ضننت أن (نادية) ستقذف بالكوب الذي أمامها في وجهه... ولدهشتي سمعت صليل ضحكة(نادية) المرحة، فتحت عيني ورأيت الاستبشار والفرحة على وجهي أمها وخالتها، تشجعانه على ذلك بدلاً من أن تغضبا!! الواقع اني التقيت وصادفت الكثير من الفتيات غير المحجبات في الجامعة، ورغم تبرجهنّ وإظهارهن لزينتهن ، لم يكنَّ يَرضين بهذا النوع من الغزل والمغازلة ، وعندما يسألهن أحد عن السبب ،ببساطة ووضوح يُجبن:إنهن يطبقن الموديلات ولا يردن أن ينزعن مع ملابسهن الحياء الداخلي في أنفسهن بمثل تلك الأحاديث، والواقع أنهن حيارى ومغرر بهن في تناقض واضح بين الصرعات والتقاليد ،غرتهن الجاهلية الحديثة ... أما هذه فلا...أجابته بغنج:
_أنت تمزح يا (مراد)...
لكنه أكدّ لها ذلك بسيل من المديح والإطراء...والتفتُ إلى (سها) لأرى ما تفعل، كانت ساكتة على مضض كالنار تحت الرماد...تُخفي غضبها مجاملة أو تؤجله لحينه...اللطيف أن(سامي) ضحك لتعليقات (مراد) وحوارهن معهنَّ وكنت أظنه سيهرب مثلما فعل سابقاً إلا أنه خيّب ظنيّ ...
أستمر الحوار بين الضيوف والرجال عن جمال (نادية) وعن ملاحقة الفتيان المستمرة لها وكلّما خبت جذوة الحديث أججتها الأم أو الخالة حتى وكأن الله سبحانه لم يخلق سواها...بعد ذلك انتقلوا إلى الحديث عن الغناء والرقص واحدث الممثلات وحبهن لممثلين معينين دون سواهم بكل تبجح مع آهات وإيماؤات منحطة...
يتبع.....
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Spiritualعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!