_جدّي العزيز...إن غالبية صديقاتي من الطبقة الفقيرة أو ذات الدخل المحدود، ولا أعتقد أن أهميتي تكمن في غلاء ماسأشتريه من خاتم، فهاهي ذي سيدة نساء العالمين(فاطمة الزهراء)وسيدتي،أضرب أنا ورفيقاتي بها الأمثال في تواضعها؟على ماهي من رفعة وسمو كونها بنت النبي(ص)؟في جلساتنا الدينية ونحاول جهدنا الاقتداء بها في ال
ملبس والمأكل والمشرب...وعلى العكس أجد أن رفعتي في التواضع وكما تعلم &أن من تواضع لله،رفعه&..
بفرح قال جدي:
_ بارك الله بك يا بنتي ... اذن اشتر لها يا سامي ما تراه هي مناسباً لها ...
اجابه:
_حسناً ... حسناً يا جدي ...
عند المساء وصلنا الى البيت الجديد ، الذي سأسكنه لسنة كاملة من حياتي لم يكن نفس البيت الفخم الذي زرته وابي في الصغر ، انه الآن -فيلا بالتعبير الحديث - قصراً فخماً آخر ، اول ما تفتح البوابة عنه ، سارع معبد يسع اكثر من سيارة يحيط بالدار بشكل نصف دائري من يمين الحديقة الغناء الواسعة حيث يحتل نبات (الثيل) او الحشيش الاخضر مساحة واسعة ، قصت ونظمت بأشكال هندسية واخرى بيضوية وفصل مابينها بالقرميد الاحمر للمشاة ، ويحد الحديقة من داخل الدار نبات الآس القصير برائحته العبقة ، اما السور فتبطنه اشجار مختلفة من الجوز والصنوبر ، ولفت انتباهي عند دخولنا بالسيارة فيها انها تحيط بالقصر من جميع نواحيه ... اما القصر فقد بني على الطراز الحديث وهو يعلو ارض البستان هذا ببضع درجات واطئة الارتفاع من سلالم مرمرية ناصعة البياض تدخل بعدها الى صالة صغيرة تقودك الى بهو كبير رصت فيه ارائك جذابة على شكل نصف مستطيل ويتوسط القاعة تلفزيون ملون كبير .... ومن القاعة الى الخلف يبدو بابان عرفت فيما بعد ان احدهما يقود للمطبخ والثاني يطل على الغرفة الي سأسكنها .
وقفت زوجة عمي وابنتاها سها ولمى وشقيقهما الاصغر سمير في القاعة لاستقبالنا واظنه كان استقبالاً لجدي وليس لي انا ... جلس جدي وعمي وسامي بينما ذهبت انا وقبلت النساء رغم امتعاضهن مني ، واومأت برأسي لسمير علامة على السلام وجلست قرب جدي .
انشغل الجميع عني في الحديث عن اشخاص يعرفونهم هم ، تطلعت الى زوجة عمي ، انها عجوز متصابية لطخت وجهها بالاصباغ المتنافرة وخطت حاجبيها وعينيها بكل ثخين ... والواقع رغم مكياجها هذا الا انها ليست جميلة حيث ان انفها كبير ومدور ويحتل مساحة واسعة من وجهها ولا يمكن تلافي النظر اليه وعلاوة على ذلك فهي سمينة جداً وتحشر نفسها في ثوب بالكاد تستطيع التنفس من خلاله ... اما سها ولمى فلم يشبهاها في شئ بل انهما جميلتان ورقيقتان وواضح انهما تعتنيان برشاقة جسميهما كثيراً ، فهما الى النحافة اقرب ، وقد ارتديتا ثياباً للسهرة طويلة وانيقة ، وسها كبيرة العينين كأخيها سامي وذات شفتين جميلتين وهي على العموم اكثر شبها بسامي ، ولمى ذات عينين عسيليتين الى الاخضرار ترتدي ثوباً ابيض مع عقد ماسي في جيدها ابرز لون جسمها الاسمر النحيل ، وسمير شاب وسيم ايضا لولا انه ورث انف امه الضخم وافلح في اخفاء عيبه بإطالة شواربه بكثافة وغزارة ، وهو متزوج ايضاً رغم كونه يصغر سامي باعوام ثلاثة ، وهو وسها لا يقيمان في الفيلا بل لكل منهما دار منفصلة ، جلس بقرب سمير ، نهى وشهلا وهما جميلتان كأمهما سها وكانتا بين الحين والآخر تهمسان بحديث خافت الى ابيهما مراد وهو مدرس لمادة الفيزياء ، وكل هؤلاء لم اعرفهم من قبل لانقطاع الرابط بيننا وبين عمي او بالاحرى نفور عمي من ابي ، قطع جدي الحديث فجأة :
_كفاكم كلاماً ... انا متعب وجائع .. هيا ... جهزوا العشاء بسرعة لأذهب للنوم ... ام سامي ... قودي سامية لغرفتها لترتاح قليلاً ... هيا ... انهضا..،
نهضت عمتي - كما اخذت اناديها فيما بعد - وسرت معها الى نهاية البهو حيث يتفرع بعد ذلك الى عدة غرف دلتني على اولها وفتحتها ودخلت خلفها غرفة صغيرة ، اصغر من غرفتي في دار ابي ، كانت مرتبة وبأثاث لا يتجاوز السرير وخزانة للملابس صغيرة بمرآة كئيبة مع منضدة صغيرة والارض خالية من اي شئ سوى البلاط ؛
وشباكها والباب الاخرى يطلان على الحديقة من الخلف ، وخمنت ان منظرها في النهار افضل مما في الليل ، والانارة فيها خافتة جداً ولا تصلح للمطالعة ، قالت عمتي :
_لا اظنك تحتاجين الى اكثر مما هو موجود هنا يا سامية ؟!
_شكراً يا عمتي ...
ادارت ظهرها مغادرة لكنها تذكرت امراً فعادت قائلة :
_سامية هل ... هل شرح لك سامي ما نريده منك ؟!
_نعم قال لي ان اتكتم على الامر ، أليس هذا ما قصدته ؟!
اومأت برأسها وقالت :
_الحمام في آخر الممر ...
ثم ذهبت.. تلفت حولي ... الجدران خالية من اي شئ ، وتذكرت الحقيبة لم يحضرها لي احد عندها ذهبت افتح الباب فوجدت الحقيبة قد وضعت امامها ، ومن بعيد كان سامي يتجه الى الصالة بعد ان احضرها ...
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Spiritualعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!