وجدتك إلفاً مألوفاً...لك رأي في كل شيء من حولك لا تنزوين في ركن من الحياة...بل أنت محور من محاور الحياة تشاركين الآخرين فيها...وتفرضين وجودك عليها....و....أحسست بالخجل لإطرائه ففضلت أن أحول تفكيره بسؤالي:
_لكنك كنت كثير الغضب والخصام معي قبل مرافقتك ل(حسن)؟؟
_ولم لا أكون عصبي المزاج وأنا أعيش مشكلة...لم أتوصل إلى القرار فأرتاح....دائم القلق...فأنا أريدك لي زوجة وفي الوقت ذاته لا أريدك...ولا أريد أن تخطئي في أمر ما فأكرهك أو أجد لنفسي مبرراً لرفضك...وأكرهك لأنك اجبرتني على الاهتمام بك...وإن كنا متناقضين بالأفكار والمعتقدات....كلما كنت بقربي أو في نفس الغرفة أو المحل...أحس بالحياة بدونك مستحيلة ...حتى وإن كنت مخالفة لآرائي وما درجت عليه...وعندما لا أجدك ...أعود إلى ما رسمته في خيالي للزوجة المثالية وكما كنت أتصورها ...متبرّجة ...تلاطف الأصدقاء..وأفخر بجمالها على باقي الرجال..تفكير سقيم...أبعد ما يكون عن الشهامة والغيرة...هذا التفكير نبع من ضياعي وضلالي آنذاك...حياتي قبلك رتيبة مملة...أنتي التي سببت لي ذلك الصراع...إصرارك على مبادئك...صلابتك أمام الأغراءات....أية فتاة في مثل موقفك كانت ستميل إليّ بسهولة إن حاولت استمالتها وستودد إليّ خاصة وأنا أتكبر عليها وأظهر عدم الأهتمام بها.إلا أنك كنت طاهرة..كملاك بريء...مما زاد الصراع في داخلي ...فمثلاً عندما ناقشتك حول سماع الأغاني...أدركت لحظتها ...أن الله أرسلك لهدايتي...وقبولك الزيجة لهذا السبب...لكني تراجعت ثانية وقلت ربما هي فتاة طماعة غرتها النقود التي وعدها جدّي بها...فأبعدتك من ذهني...ولما أكتشفت أنك ضحيّت بنفسك في سبيل إنقاذ عائلتك وإستنكافك في الطمع في نق
ودي واعتمادك على مرتبك دون أن تحاولي استغلالي...سموت في نظري وأضحيت في مستوى الملائكة...إن تمنّعك عن الاستزادة في الحديث معي عكس الفتيات اللواتي التقيتهمن سابقاً...كان يحطم أعصابي ويجعلني أعيش في دوامة...أردت أن أكون أنا الرافض لك جملة وتفصيلاً فإذا بك لا تأبهين لذلك أبداً...إحساسي أنك لا تميلين إليّ آلمني كثيراً...لم أفكر سابقاً في الاقتران بإنسانة مثلك....أما أنت ففرضت نفسك عليّ..أنت محبوبة من قبل جدّي ...والمفضلة لديه...وأنا احبه أيضاً..ولكن على طريقتي...يبدو أن حبه لك قد أثر فيّ ايضاً وجعلني أنظر إليك بعينيه المحبين....ثم أعود لنفسي وأراك لا تناسبيني رغم رجاحة عقلك...حتى جاءني الفرج على يدي(حسن) ...عندما بدأت أتفهّم ديني العظيم...انقشعت الغشاوة عن عيني....وبدت لي المساوئ التي كنت أعيشها...عرفت صراطي المستقيم الذي يجب السير عليه....تغير منظاري للحياة ككل...لا أخفي عليك أن مرحلة الانتقال تلك من أصعب المراحل التي مررت بها في حياتي ...عانيت الكثير لاستجمع شجاعتي وأصمم على المضي في الطريق القويم...بعد تلك الفترة فقط...أحسست بالاطمئنان والراحة....واستمتعت بها...وتوصلت إلى اتخاذ قرار بشأنك...قررت الاحتفاظ بك...
وصمت يفكر والارتياح باد على وجهه...
وفجأة قال:
_لقد آذيتك كثيراً فيما مضى...أليس كذلك...سامحيني...
_لا عليك...لم يكن شيئاً ذا بال ...فقط أرجوا ألا تصفعني مرة ثانية؟!
لم يجب،بل أخرج من جيب جاكتته علبة صغيرة أعطاني ٱياها وهو يقول:
_افتحيها يا(سامية)....
قلت :بسم الله الرحمن الرحيم وبدأت أفتحها ودهشت لرؤية خاتم ماسي يتلألأ بشدة يخطف الأبصار،سألته:
_ما هذا ؟
_إنه الخاتم الذي أوصاني جدّي بشرائه لخطبتك،هل تذكرين؟!
_و..لكن!
_ماذا ؟ ألا يعجبك؟
_على العكس؟...ولكن هذا غال ولا أستطيع قبوله..ثم...ثم..إني لم أوافق بعد....
_أحقاً ما تقولين؟ أبعد أن فهمت حقيقة مشاعرك تحاولين خداعي ؟ هل أستطيع معرفة السبب ؟
_إنك تخفي عني الكثير ،ولم أفهمك كما فهمتني أنت!!
_أسألي ماشئت ليزول كل غموض لديك...
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Spiritualعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!