الجزء الثاني والخمسون

728 47 0
                                    

ولف بكرسيه الدوار إلى الشباك خلفه بعيداً عني وقال:

-خذي خارطتك معك. ..

أخذت الخارطة وعدت للقاعة أستأنف عملي على مكتبي. ..

لاحظت خلال اليوم أن (سامي) تردد على قاعتنا أكثر من مرة بحجة أو بأخرى. .. على غير عادته. .

تعمدت أن أتجاهل وجوده كالعادة رغم احساسي بأنه كان يلقي بنظرة سريعة عليّ... ضحكت في نفسي تساءلت ما باله؟ هل يلعب دور أبن العم والشهم الغيور. .. أم انه يغار عليّ فعلاً  واستبعدت من ذهني الفكرة الأخيرة. . فهو متعجرف وينظر أليّ على أني متخلفة وهو متطور وما بيننا لا يعدو أن يكون صفقة تجارية على حسب تعبيره. .إذن فهو يحاول أن يعثر على الهفوات لي ويضخمها لكي يذلني بها. .. اعتقدت حينها أن هذا الاحتمال هو الأقوى. ...

في المساء تحاشيت رؤية (سامي) لئلا يعود للكلام في موضوع (منير) ، لكن لسوء الحظ عاد موضوع منير للظهور بعد يومين ... إن (منيراً) من الطلبة المتعاقدين للعمل  بعد الجامعة اي انه يستلم راتباً شهرياً مثلي ... وصادف ذهابنا الى الكلية في اليوم ذاته لأستلام راتبي .. وعدت ألى الدائرة. متأخرة وكذلك فعل (منير) وسبقني بالحضور بدقائق خمس فقط ورغم أني لم ألتقه في الجامعة ، إلا أني وجدت( سامي) ثائراً حيث أوصى المستخدم بأن يحضرني إليه حال وصولي. ..قبل أن ادخل مكتبه قرأت في نفسي : (( وج

علنا من بين

ايديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) وفتحت الباب فوجدته يروح جيئة وذهابا ،وعندما رآني تقدم نحوي وكنت اسمع صوت تنفسه بقوة وغضب ،وبهدوء مفتعل قال :

-اين كنتما ؟

لم أجبه واخرجت دفتر الشيكات وعليه تاريخ الاستلام لهذا اليوم وناولته اياه فقلت :

- ذهبت لاستلام راتبي ولا اعرف ماذا تقصد ب(كنتما)؟ذهبت لوحدي وعدت لوحدي كالعادة !!

-وصاحبك

-لا صاحب لي !ماذا تقصد ؟

-(منير)؛ألم يذهب معك ؟ألم تعودا معا ؟

-كلا ...لم يسبق لي ان ذهبت معه لأعيدها هذه المرة !ولماذا يذهب معي وبأية صفه ؟وما أدراني بذهابه ؟ثم كيف تسمح لنفسك بمثل هذا التفكير؟!

هدأت ثورته عند سماعه لدفاعي فقال متسائلا :

- لقد حضر قبلك بدقائق خمس واعتذر عن تأخره وباستلامه النقود ايضا !!

-اسمع يا استاذ(سامي )(ان بعض الظن اثم) فليس هو وحده ولا انا وحدي اللذين استلما النقود ...كان هنالك العشرات من الطلاب والطالبات فلماذا لا تستعيذ من الشيطان وتهدأ.

حاول ان يتكلم ففشل  ثم قال :

- هيا عودي لعملك ..

مددت يدي فناولني دفتر الشيكات وعدت الى القاعة ...وانا اشفق على حالة .

عندما دخلت ،قالت صاحبتي بصوت ساخر :

-لقد سال عنك الاستاذ( سامي) عدة مرات هذا الصباح !

- نعم .. لقد ذهبت لمقابلته ..

- تركت محلها وسألتني بفضول !

-لماذا يا ترى ؟!

أتعلمين منذ ان رسمت تلك الخارطة المملوءة اخطاء والى الان ...يتصيد لي هذا الاستاذ العثرات ويؤنبني عليها !

ولا اعلم لماذا ؟

ما رأيك انت ؟يا ترى لماذا يفعل هذا ؟

-اظن انه يعاديك و يكرهك  - لارتدائك الحجاب - وهو من النوع السبور الذي لا يعجبه ذلك ؟

ضحكنا معاً وانتهى اليوم بسلام في المساء تعمدت الذهاب لزيارة جدي واخبرته سلفا ان حضوري اليه هو من قبل التحقيق وليس الزيارة وفرح جدي وقال :

- يا هلا؟ يا سامية ابدئي التحقيق

- اولا .... لماذا (سامي ) دائم الاكتئاب ؟

-ثانيا ؟...

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن