الجزء السادس

922 54 5
                                    

علت الزغاريد في دارنا كانت امي تطلقها بفرح غامر والجارات من حولها يهنئنها  ويربتن على شعري و ظهري ، بدأت اشعر بالفرحة تجتاحني لان الجميع اخذو  يبدون بي اهتماما وتوجها كبيرين لم اكن اعلم بأن امي ستفرح الى هذه الدرجة بما عاد اليها به ابي وهي تمسح دموع الفرح من عينيها قالت الي اوه يا  ساميه لشدة مافرحت لك ستعيشين عيشة الاغنياء .... و.........و ترتدين اجمل الثياب  لم اكن اعلم كم هو خير وجودك معنا لقد اغنيتينا والله يا حبيبتي  صفق الجميع تلك الليلة وفرحوا وفرحت معهم  والبسوني ملابس  جديدة وبراقة  واحاطوني  بكثير من العناية  اغدقوا علي مبالغا  لم احلم بها اضافة الى الحلويات التي التهمتها بنهم وولع شديدين وكنت كلما اخذت قطعة كبيرة من الحلوى رددت امي مخفية احساسها بالخجل من تصرفي هذا

-كلي...كلي ياحبيبتي ونور عيني ...

ثم التفتت الى صاحباتها وقالت..

- هذا من حقها  انها لا تدرك اهميتها لدينا  انها لا  تزال طفلة !!

فيرددون معها ..

-نعم هذا صحيح فلتفعل مايحلو لها..

الواقع انني فرحت جدا بهذا التغير ولم اعلم ان هذه اللحظات هي احتفال العرس --لا وجود للعريس فيه--

سيتم بعد سنوات عديدة....نعم  .....لي  ولابن عمي!!

الطريف في الامر انني عندما استيقظت من النوم  في اليوم التالي كنت  أود ارتداء الملابس  ذاتها واشتقت لحضور الجميع حولي .... وعندما اخبرت امي بذلك ضحكت هي و أبي  كثيرا ... ولم اعلم لماذا!؟  تجاهلت الامر واودعته طي النسيان وذلك لان اخي يزعق ويشاغب محاولا جلب الانتباه اليه الذي فقده منذ وضعت قدمي في بيت عمي

اثرت النقود التي استلمها ابي على مستوى العمل في محله فوسع معمل النجارة بشرائه معدات جديدة  وبالتالي فقد ارتفع مستوانا المعيشي ايضا .. وكالعادة فان للمال الاثر السيء  للوجه  الاخر للنعيم اذ ان المال اين ما حل اجج اثار الجشع والطمع وغفلة بمسميات اخرى مثل الطموح والكفاح من اجل الحياة  وكذالك فعل في بيتنا اذا تراكمت المشاريع  كثرت معها الديون وتعاظمت الامال المعقودة على تركة جدي بعد وفاته كبرت وانا لا احمل هما ما اذ انني اعتقدت ولبساطتي ان الامر بسيط لا يعدو ذلك الاحتفال البسيط  وفاقم لدي  هذا الاحساس تلميحات عمي  عن عدم دوام عمر  جدي لحين  بلوغي سن  التاسعة عشر...     

الرفاه المادي الذي دخل عائلتنا نقلنا الى مكان اكبر وافضل  وفي موقع ارقى في المدينة  ولكل محيط ادآب تختلف عن المكان  الاخر  وكان من ضمن الاتكيت الجديد  اكمال الفتيات دراستهن الجامعية  وكان هذا من حسن حظي طبعا .

وكان للمسجد القريب من منزلنا  الاثر الكبير في مجرى الامور  في دارنا فقد احتلت الكتب الدينية  الصدارة في مطالعاتي حيث ان ابي ينحدر من عائلة تعشق الدين الاسلامي وتقدسه ... واما( حسن) فقد تغيرت شخصيته  عما سبق واضحى اكثر جدية  وانطفأت او اطفئ نار غيرته مني واتخذت  اهتماماته   منحنى اخر  فأكثر من الذهاب إلى المسجد برفقة اصدقائه في المدرسة ..لذا كانت الاسئلة المطروحة في جلساتنا العائليه تدور معظمها حول مواضيع كان قد سمعها او ناقشها مع اصدقائه فمثلا كانت تجذبه فكرة الاية

&&إذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون&

وجاء مرة الى البيت بعد ان قرأها سألني

-  ايه يا ساميه ماذا تفهمين  من هذه الاية الكريمة؟

- عموم الاية تدور حول حوار يدور بين جماعتين احدهما تطلب من الاخرى ان لا تعظ الكفار او من سيحل عليهم العذاب وان الله مهلكهم ... و كانت الاجابه انه ..انه

انه ماذا ؟

-لا اعرف
.........

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن