مرت عدة أيام وتحسّنت حالتهما الصحية كثيراً وأصبحا يعتمدان على نفسيهما في معظم أمورهما مما أتاح لي الوقت للمطالعة ..خاصة وأن الدوام لن يبدأ قبل أيام خمسة على ماأخبرتني به(نبوغ)-في الصباح جلست في الحديقة الرائعة أطالع وأستمتع بضوء الشمس ودفئها ،مع برودة في النسيم لطيفة ...اندمجت في القراءة حتى لم أشعر بقدوم (سامي) إلا عندما تنحنح:_السلام عليكم...أفزعتك ؟!
_عليكم السلام...كلا..
_أتطالعين؟
_نعم...ألا يبدو عليّ ذلك؟
_أنت لا تملّين من المطالعة أبداً..
_ألا تدعيني للجلوس؟
_وهل تحتاج ٱلى إذن مني...البيت بيتك...تفضّل بالجلوس..
وأشرت إلى أحد الكراسي البعيدة عني ليجلس عليها،لكنه جلس على أقرب الكراسي المجاورة،وقال:
_لقد أحسنت العمل أثناء التدريب الصيفي وإذا استمر عملك على نفس الجودة بعد التخّرج...فلربما أستخدمك لتعملي في شركتي...
_لم أفهم؟
_أتعرفين ...إني أفكر في شركة المقاولات التي سأفتتحها في نهاية هذا العام، بعد استلامي للنقود من جدّي بالطبع..
_آه...فهمت..
_فكرة جيدة أليس كذلك؟ هل ستعملين لدي؟..بمرتب مغرٍ..
_ربما !
_ولماذا هذا الربما؟
—في نهاية هذا العام تبقى لي سنة دراسية أخيرة ...وربما...ولا أظن أن بإمكاني البقاء هنا...أو...الدراسة والعمل سوية...
أخرج علبة سجائره يريد إشعال إحداها فسألته قبل أن يفعل ذلك.
_ماهذا...أنت لم تُشف بعد وتريد التدخين منذ الصباح الباركر..
_إذا كنت أزعجتك فلن أدخن
_أتمنى لو تترك التدخين..
_خوفاً على صحتي!!
_ولم لا...و...
_ماذا ؟
_لا أعرف...إنما يبدو لي المدخن إنساناً قلقاً، يحاول إخفاء اضطرابه وانفعالاته تحت غطاء التدخين...فهو لا يعرف ماذا يفعل...فيلهو بالسجائر أي ٱن إرادته ليست قوية بالدرجة الكافية ...
_ظننتك ستقولين أن التدخين حرام...
_كلا...لا يحق لي الاجتهاد بما أحب وأرغب في الأمور الدينية
_أما عن الإرادة ...فإرادتي قوية بما فيها الكفاية...ولكن...
_ولكن ماذا ؟
_ولكن...الأمر يختلف عندما أجلس بالقرب من..من..فتاة..
تعمّدت ألا أجيبه وحدّقت في الكتاب أتظاهر بالقراءة وأنا أفكّر فيما يعنيه ولاحظ هو عدم ترحيبي بما قاله،فكسر سيجارته بأصابع يده وراماها على الأرض ثم قال:
_حسناً...أتركي الكتاب كما تركت أنا التدخين...ولنتحدث قليلاً...
أردت أن أكون أنا من يدير الحديث لئلا يتطرق إلى الكلام في أمور لا أحبها، فقلت له أحول أفكاره إلى ما يهمه في الدين والدنيا:
ولكنّي اود المطالعة ...أسمع ما جاء في هذا الكتاب في وصف المتقين ...&قام رجل يقال له همام وكان عابداً ناسكاً مجتهداً إلى إمام المتقين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يخطب فقال :يا أمير المؤمنين صف لنا المؤمن كأننا ننظر إليه فقال:&ياهمام المؤمن هو الكيّس الفطن،بشره في وجهه ،وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدراٌ، وأذل شيء نفساً، زاجر عن كل فان،حاض على كل حسن، لا حقود ،ولا حسود ،ولا وثّام، ولا سبّاب، ولا عياب ،ولا مُغتاب،يكره الرفعة، ويشنأ السمعة، طويل الغم بعيد الهم، سهل الخليقة، لين العريكة ،رصين الوفاء، قليل الأذى ،لا متأفك، ولا متهتك، أن ضحك تبسّم، واستفهامه تعلّم ،ومراجعته تفهم، كثير علمه عظيم حلمه، كثير الرحمة، لا يبخل ،ولا يعجل، ولا يضجر، ولا يبطر، ولا يحيف في حكمه، ولا يجور في ظلمه ، نفسه أصلب من الصلد ومكادحته أحلى من الشهد،لا جشع ،ولا هلع،ولا عنف، ولا صلف،ولا متكلف، ولا متعمق، جميل المنازعة،كريم المراجعة،عدل إن غضب، رفيق إن طلب ،لا يتهور، ولا يهتك، ولا يتجبر، خالص الود ،وثيق العهد، وفي العقد، شفيق وصول، حليم خمول،قليل الفضول،راض عن الله تعالى ،مخالف لهواه،لا يغلط على من دونه،ولا يخوض فيما لا يعنيه،ناصر للدين ،
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Spiritualعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!