سمعت طرقاته على باب حجرتي مرة أو أثنين ،تجاهلت الأمر حتى ظن أني نائمة أو أصلي فلم يكررها ثانية ....وأوصيت (أم احمد) الا تناديني للعشاء لأي سبب كان وعللت لها ذلك بالدروس وكثرتها ايضاً، وأنني إن وجدت لي فراغاً فسأحضر من ذات نفسي بالفعل نجحت طريقتي هذه في الابتعاد عنه حتى ظننت أني قد نسيته ...لولا ما حصل ذات يوم..في الجامعة ...خرجت مع صديقاتي من قاعة المحاضرات لأجده واقفاً أمام القاعة ...أصابني ارتباك شديد...يالهي ماذا أفعل...فكرت بسرعة ...ربما حضوره لسبب آخر...ربما حضر لمقابلة شخص ما...ارتحت لهذه الفكرة ،فاومأت له برأسي علامة على السلام واتخذت طريقي ابتعد عنه ،فلحق بي بسهولة وناداني بأسمي،تسمرت في مكاني ،لاحظت (نبوغ) ذلك فأستأذنت في الانصراف إلا أنني طلبت منها الانتظار بينما أسأل ابن عمي عن الذي جاء به وأعود إليها ثانية...فوقفت مع صديقاتنا الباقيات غير بعيدات عني...التفتُ إليه وسرت نحوه ببطء ،كانت الابتسامة تملأ صفحة وجهه ،ولا أعلم أكنت قد أفلحت في أخفاء ارتباكي أم لا،إذ أحسست ان الدماء تفور من وجهي...حييته فطلب مني أن أصرف صاحباتي لأنه يريد التحدث إلي قليلاً فاجبته:
_أرجوك يا(سامي) ...لايمكنني ذلك ..ألا تهمك سمعتي...لقد أخبرتهن أنك ستألني عن أمر ما ثم تذهب...ثم ليس هنالك مايدعونا للحديث هنا! ...يمكننا التحدث في البيت إذا لم يحدث ما يهم الآن ...هل حدث مكروه ما لأحد في الدار؟
_كلا...كلا لكني لا أجدك في البيت...إما نائمة أو تدرسين...أو ربما تتهربين مني...
_لا....ولماذا أهرب !؟..حسناً ...أعدك ...أعدك أني سأنتظرك عصر هذا اليوم في الصالة ...ها...هل انتهينا ؟ هل ستذهب؟
_ما بالك يا(سامية) ؟لماذا أنت مرتبكة هكذا ؟
_أنا مرتبكة؟!!
_ولونك شاحب!
_لا تمزح معي!
_بل هذه هي الحقيقة...
_حسناً ...أعترف أني أخجل من الحديث مع أي شاب في ألجامعة..
_طيب...يمكنك الذهاب...ولكنك وعدتني...فلا تنسي ذلك.
_نعم...إن شاء الله...
ولم أصدق أنه ذهب لشأنه فتنفست الصعداء بعد أن مرت عليّ هذه الثواني ثقيلة...وكأنها دهر..استبد بي القلق عصر ذلك اليو
م
وانا أنتظره في الصالة كما وعدته حيث جلست(لمى) وعمتي تشاهدان التلفزون...
وجاء(سامي) متأنقاً وكأنه يود الخروج إلى نزهة مبتسماً فرحاً، ولم يجلس بل طلب مني مرافقته للسير في الحديقة قليلاً ...وافقته على ذلك...بينما كانت دقات قلبي تتزايد بشدّة....ترى بماذا يريد التحدث إلي ! ولم يطل انتظاري فقال:
_هل علمت بما حصل لأبي مع (أم نادية)!
_كلا...في علمي أنهما تزوجا سراً أليس كذلك؟
_نعم...سابقاً...أما الآن فقط انفصلت...طلقها..
_حقاً...ولماذا ؟
_لم يفصح لأحد شيئاً ما!
_عجيب...فكيف عرفت أنت؟!
_أخبرتني (نادية) بذلك.
صعقت لسماعي اسمها وانزعجت كثيراً فتوقفت عن السير بينما استمر هو إلي الأمام دون ان ينتبه إلي...وكان يتحدث ظنّاً منه أني بقربه...وفجأة اكتشف غيابي ..فعاد أدراجه يسألني بدهشة:
_ماذا حصل؟ هل حدث لك شيء ما! أأنت مريضة؟لماذا توقفت؟!
_كلا ...لم يحدث لي شيء...تسمّرت من الدهشة ....
_لماذا؟ لم تصدقي أن أبي طلقها...أخبرتك وجدّي سابقاً أن لأبي نزواته التي سريعاً ماتزول...
_أين ومتى التقيت ب(نادية) فأخبرتك بكل هذه الأسرار!
بضحك قال:
_ماهذا ! أتغارين منها ! وأنت التي كنت تقولين أنك.....
سكت ولم أدر جواباً، وبعد تفكير أجبته:
_المسألة ليست مسألة غيرة ،لكني عجبت كيف عرفت(نادية) أنك مطّلع عل سرّ أمها وأنا أتلهف لسماع بقية الخبر..
_آه...فهمت...نعم ...إذن هيا بنا نسير..
_أخبرني أولاً ثم نسير...تعبت من المشي...
_حسناً...جاءت الى إدارتي صباح يوم أمس ،وأخذت في البكاء ،وكانت في حال يرثى لها من الألم...حيث طلبت مني أن أعيد علاقتها ب(لمى)،فهي لا تقدر على بعدها،ولا يمكنك تصور ماحدث في المكتب...تركت...
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Spiritualعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!