بعد تلك الليلة تغيرت أطباع(أبي خضر)وأخلاقه وأصبح يريد العزلة ويتعلّل بمختلف العلل لكي لا يبقى مع جدّي...
كما أن أخلاقه من ناحيتي قد تغيّرت أيضا، فلم يعد يرحب بي كالسابق...بل ربما العكس ،فكرت في أمره كثيراً ووجدتني قد ظلمته وسببت له الكثير من الحرج، كان يشعر بأهميته وحاجة جدّي المنبوذ من قبل عائلته إليه حتى حضرت أنا فغيرت المعادلة، هذا من ناحية ، وأما من ناحية أخرى فإن خصام (سامي)معه جعلني في موقف محرج ، جعلني أحس بالإثم لذهابي لعند جدّي، وأشك أنه قد تعمد فعل ذلك كي أترك جدّي وزيارته، فهو لا يريد زيارة جدّي وكذلك لا يستطيع أن يتركني عنده طوال الوقت المتواجد فيه في البيت، وهل من المعقول أن أكون مرتبطة ب(سامي)وأتركه في الوقت نفسه الذي يكون موجوداً فيه في الدار؟!!..فكرت في هذا الأمر ورأيت أن وجهة نظر(سامي)مقبولة خاصة بعدما سببه ل(أبي خضر) وأنني من الآن فصاعداً لن أزعجه وسأحضر إليه كضيفة وليس كربة بيت، لكن الأمر الذي لم اتوقعه هو فرحة جدّي لهذا القرار !!حمدت الله في سّري الذي ألهمني وهداني إلى هذا الحل....فهمت الآن أن جدّي يحب (أبا خضر)كأخ وصديق في آن واحد...وقبل أن أعود لغرفتي طلبت من جدّي ردّ الزيارة إليّ فرحب بذلك كثيراً...في غرفتي أعملت فكري فيما يجب عليّ فعله،فها هو ما قد تخيلته حلاً سابقاً قد أثبت فشله، وفي الوقت ذاته لا أستطيع أن أذل نفسي لأجل لقيمة أسد بها رمقي فأذهب لتناول الطعام معهم دون أن يكلفوا أنفسهم ولو مرة واحدة تلك الفترة باستدعائي للأكل بصحبتهم....وإذا أردت أن أشتري الطعام جاهزاً فلن تكفيني النقود التي اعطاني إياها جدّي في ابرام العقد إلا فترة ضئيلة...احترت ياربي ماذا أفعل؟كيف سأحل هذه المشكلة؟...أكان (سامي)محقاً عندما طلب مني التروي في قبول الزواج لأنه لايوجد لي أحد هنا أستطيع الاستعانة به؟....كلا....إن ربي سيهديني إلى حل ما ....وأنا أشكو همي إلى الله وحده ، فتحت باب غرفتي على الحديقة وتأملت الساحة امام الغرفة، أرضها مبلطة بعرض مترين وطول أمتار ثلاثة وبسقف من ألأعلى أي هي غرفة بلا جدار سادس وفجأة اهتديت إلى فكرة جيدة سرعان مارفرفت روحي سعيدة بها، عندها ذهبت إلى عمتي وبحذر قلت لها:
_عمتي إذا لم يكن لديك أي مانع أريد أن أشتري لي موقداً طباخاً صغيراً كي أستقل عنكم فلا تنزعجوا أو تتضايقوا من وجودي، وكذلك كي لا أحس بالحرج لوجود (سمير)أو زوج (سها)!!
تطلعتْ إليّ برهة ثم أجابتْ:
_وإذا تلطخت الجدران بالدخان ف....
قاطعتها:
_لن استعملهة داخل الغرفة ،سأضعه في الباحة أمام الغرفة وأعدك أن أنظفه يومياً كي لا يضايقك منظره!!
قالت:
_لماذا لا تتناولين طعامك عند جدّك؟! أم أنه طردك؟
_كلا يا عمتي ...جدّي لم يطردني...لكن أظن أن (سامي) ينزعج من ذهابي إلى هناك علاوة على أني لا أحب أن أسبب له المشاكل..
علمت أني قد مسست الوتر الحساس لديها عندما جعلت الأمر يبدو وكأنه طلب من (سامي)، فقالت:
_هذا أفضل من رؤيتك يومياً على مائدة الطعام، لا بأس استقلي بطعامك...
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Spiritualعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!