الجزء الرابع والاربعون

702 47 0
                                    

واستدار في شارع فرعي ولم يستغرق الا دقائق خمس في الوصول الى البيت ، ودلف بالسيارة الى داخل القصر وترجلت من السيارة قرب الفيلا الاصلية ودخلت خلف سامي ... شعرت بالضيق من الوضع الذي اعيشه ، فانا اعيش مع اناس لا افهمهم ولا يفهمونني ... واحسست بشوق شديد لدارنا عند امي وابي وحسن وتمنيت لو ان الله يمن علي برؤيتهم ... ولدهشتي وجدت امي وحسن في غرفة الضيوف بانتظار وصولي ، توقف سامي والقى تحيته ببرود شديد على امي وببرود اكبر صافح (حسناً) انطلقت من  خلفه الى امي  أقبلها و اضمها الى صدري   وأنا فرحة ان الله سبحانه وتعالى بعثها لي في الوقت المناسب .... ثم صافحت( حسناً )وعجبت له حيث قبلنّي من خدي وكانت هذه هي المرة الاولى التي يفعل فيها ذلك ... دمعت عيناي تأثراً ..جلست بين أمي وأخي ... وسمعت (لمى) تقول بغنج:

-صحيح أن  من رأى احبابه نسي اصحابه & .. ابتسمت لها وقلت للجميع :

-المعذرة ياجماعة .نسيت ان اسلم عليكم أرجو ان تكونوا بخير. ..

ابتسم عمي وأجاب :

-لا عليك يا سامية ... لك الحق كله في النسيان ... فأنت لم تعتادي  فراقهم ...

كان (سمير) و(سها)  وزوجها وطفلتيهما يجلسون بهدوء في طرف البهو ، بيما جلست زوجة (سمير) حسبما عرفتني عمتي عليها إلى جوارها والحمل يبدو عليها واضحا ... أمر واحد حيرني حينها هو كتمانها للدموع التي كانت تمسحها بسرعة من آن لآخر ... جلس (سامي) قرب (حسن) وتبادلا بعض الكلمات ، قطعها حسن بأن التفت اليّ قائلا

-ماهذاياسامية ... تركت في الدار فراغاً لم يسد للآن. .. ياعزيزتي ألم يكن بمقدورك الحضور ولو يوم الجمعة فقط ؟ نحن لا نزال اهلك ... ام نسيتِ؟!

أجابه جدي  وكان يجلس في مواجهتنا:

-كلامك صحيح ، ولا شك أنها تترك فراغاً .. ف سامية فتاة لطيفة للغاية واجتماعية وقد ملأت عليّ الفراغ الذي كنت أشكو منه بوجودها. ...

قلت ممتنة:

-شكراً ... شكراً ياجدي العزيز.

أكمل حسن :

-أحضرت لك هذه المجموعة من الكتب. .

ثم هم

س بحي ث لا يسمعه الآخرون:

-أقرئي في كل يوم فصلاً ونظمي وقتك، ولا تهتمي بما حولك من مظاهر

ابتسمت وبنفس الهمسة اجبته:

-سأكون عند حسن ظنك يا اخي العزيز ، والآن أخبرني عنك. ..ما هي اخبارك؟!

استمرينا بالحديث سوية كعادتنا عندماا كنا معاً ، حمل إلي من الاخبار الطريفة و اللطيفة  ما جعلني اضحك وأفرح  ، وأما امي فقد اهتمت بالحديث مع عمتي ومجاملتها وملاطفة( لمى) و خمّنت انهما تعمدا هذا التصرف امام (سامي) واهله ليشعروهم بأهميتي لديهما فيحسن الباقون معاملتي ... فقد كان (حسن) يسألني ويستفسر عن تحليلاتي  لبعض الامور ثم يوافق عليها بكل احترام ... الواقع ان (حسن) كان محور الجلسة بأخلاقه اللطيفة واسئلته الذكية التي كان يدير بها الحوار بين الجميع بأسلوب شيق ومثير حيث ان الجميع فوجئوا به يستأذن للذهاب فألحوا عليه بالبقاء .. لكن امي اصرت على الذهاب لكثرة. مشاغلها ... ولم أشعر بالوقت قد مر ... انقضت ساعتان وكأنهما دقيقتان ..قبل ان تغادر أمي أخرجت من تحت عبائتها جعبة كبيرة أحضرتها كهدية لعمتي وابنتيها تحوي فيها العديد من الاقمشة الفاخرة  مما ادخل السرور عليهن خاصة وإنهن لم يتوقعن قط، كذلك قدم (حسن) ساعة يد ثمينة كهدية إلى (سامي) مع مصحف كبير الحجم موشى بماء الذهب لجّدي ، ظننت ان الامر قد انتهى لكن امي سلمتني العديد من رسائل صديقاتي هناك وباقة من الزهور الجميلة الملونة كنَّ ارسلنها مع مجلات مختلفة لموديلات الخياطة والحياكة وقالت كي لا يساء فهمها. .. ‏‏‏

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن