الجزء السابع والستون

715 45 0
                                    

قلت في نفسي الحمد لله اللهم لك الحمد لقد قدرت ولطفت ... اتصلت بحسن واتفقنا ان يحضرني عند العودة وهكذا حدث لمدة ايام ثلاثة .. وفي اليوم الرابع ضج الطلبة الباقون محتجين امام العمادة ضد الاستاذ لانهم فهموا لعبة طلبة الاتحاد ومحاولة تفوقهم على الجميع بالقوة ، فتدخل العميد بنفسه وحل المشكلة وارجع الوضع الى ما كان عليه  سابقاً فانتصرنا عليهم بفضل الله وبمعونته .

مساء اليوم الخامس ، جاء حسن الى المكتبة حسب الموعد ، جلسنا في حديقة الجامعة نتناول الساندويتشات التي احضرها حسن معه ، قلت له :

_ لقد حلت مشكلة الاستاذ والاسئلة تماماً ، اعترض الطلبة لدى العمادة فاستجابوا لهم ... وانتظرتك اليوم بعد ان اتممت موادي الدراسية لاخبرك بذلك .

_ الحمد لله ، هيا بنا اعود بك الى البيت ونتحدث قليلاً .

_ حسناً .

_ كيف حالك في بيت عمي ، اما زالوا يضايقونك ؟!

_ الحمد لله ... انا في احسن حال لو ترك سامي عصبيته وتركت عمتي اسلوبها في اثارته ضدي ... أتعرف يا حسن ... اعتقد ان سامي انسان طيب ومستقيم بالفطرة .. فهو لا يقرب الخمر ولا يسهر خارج البيت لا ولا حتى للسينما ... احياناً اشعر انه يحب التدين لكن كبرياءه يمنعه من ذلك او من الاعتراف بذلك امامي ... انه لا يتقبل افكاري في الظاهر ... لكنه في كثير من الاحيان يطبقها ... اعتقد انك ... لو ... حدثته بأسلوبك الشيق كما في المرة السابقة ... فربما استطعت ان تغير من افكاره وتهديه ... لقد استحسن آراءك كثيراً في تلك الزيارة السابقة ... ها! ما رأيك ؟ لم لا تأتي لزيارتي وفي نفس الوقت تلتقي به ..

_ فكرة لا بأس بها ... سأحضر ان شاء الله في الامسيات القادمة ، واذا رأيت منه استجابة فسأعرفه على اصدقائي واغلبهم من الطبقة المثقفة وكثير منهم لامعون ... وكذلك ستسنح لي الفرصة لزيارة جدي الحبيب ...

ووفى حسن بوعده في مساء الغد ... واحسست بعد ذهابه ان زيارته كانت موفقة ... ويمكن تسميتها انها زيارة لاعادة العلاقات فيما بينهما ... ولحسن تأثير سحري على الموجودين في البيت فهو يتحدث مع الجميع كل بما يهمه فقد تحدث الى عمتي بامور تهمها ، واهدى لمى كتاباً عن الحجاب وسألها ان تقرأه وتخبره رأيها فيه ، وتحدث الى سامي وسمير بامور تخص الهندسة المعمارية والبناء ، وهو امر يلذ لهما الحديث عنه ، وعندما يتحدث المرء اليه لا يقاطعه ابداً ويصغي اليه في انتباه وهدوء ، ولم يطرح اموراً دينية ولم يتحدث عنها ، فهو لا يعتقد ان الدعوة للاسلام ، هم ثقيل يجب التخلص منه باسرع وقت ممكن ، بل هو يعيشها واذا فسح المجال وبشكل مناسب تحدث  بما يرضي الله ، لذا استلطفه سامي ودعاه لزيارته في محل عمله ليريه بعض المشاريع التي انجزها ... ولم ينس حسن زيارة جدي لتوطيد علاقته به ...

عادت اخلاق عمتي ولمى دمثة وصارت تدعوني للعشاء معهم مرة اخرى وصرت اجلس في البهو مع البقية اذاكر دروسي بينما تحوك لمى او تطرز شيئاً ما ، ولم تعد عمتي تخجل من تواجدي امام الضيوف !!

كل ذلك بسبب زيارات حسن التي تكررت وتقبل الجميع له حتى ان عمتي دعته الى تناول العشاء معنا في زيارته القادمة ، رحب حسن بدعوتها واحضر معه الكثير من الفاكهة والحلوى عندما قدم للعشاء ...

لاحظت ان سامي وسمير يكنان له ا

ح

تراماً خاصاً فاخبرته بذلك ، فرح كثيراً واحضر معه بعض كتيبات تحوي على اسئلة لشبهات حول الدين مع ردودها ... تعمد نسيانها على الاريكة ... بعد ذهابه شاهدت سامي يتصفحها بشغف بينما لم يهتم سمير بها ... ‏‏‏

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن