82

684 41 0
                                    

في الساعة العاشرة عند انتهاء محاضرتي  خرجت و (نبوغ) و  الباقيات .... ولم أبد لها شيئا فهي لا ذنب لها فيما حصل ... وعندما سألتني عن سبب تورم عيني .. طلبت منها بلطف ألا تسألني عن السبب لأنني لا أريد أن اكذب عليها ... ولأنها إنسانة حساسة  وغير فضولية غيرت مجرى الحديث بسرعة ... وسرنا سوية نحو بوفيه الجامعة ...

وهناك رأيت (سامي)  يقف  بالقرب منه ، وما ان شاهدني حتى اطفأ سيجارته ودعسها بقدميه ... أدرت وجهي عنه  وتشاغلت بالكلام  مع (نبوغ) .. لم أشاهده بعد ذلك طوال اليوم ... وعندما عدت إلى البيت .. انشغلت بأموري الشخصية وبالمذاكرة .. حتى قطع صوت (سمير) الهادر في الصالة عليّ سبيل المذاكرة ... كان يزعق بغضب فيمزق السكون ، تعجبت من ذلك  إذ لم يبد له أي اثر منذ فترة طويلة منذ العطلة الربيعية ... وكنوع من التغير  قررت أن أغادر غرفتي إلى الصالة لأرى ما يحصل من حولي .. ملأ (سمير) الدنيا بصراخه وأنصتت عمتي و (لمى) في خوف ، وفغر عمي فاه دهشة وغضباً ، وأكتست ملامح (سامي) الجالس بقرب عمي بالغضب وفي الطرف المقابل جلست  زوجة (سمير ) ناحية باكية مخفية وجهها بيديها .. اقتربت بحذر وجلست إلى جوار( لمى) ، وقبل أن أسألها عما يحدث أشارات ابي بالإنصات ... صرخ (سمير) يخاطب زوجته:  

-قولي ... قولي  لهم .. هيا تكلمي يا .... انطقي ليعرفوا من هذه الجالسة أمامهم ، المتظاهرة بالتمدّن ... والثقافة أخبريهم عن إخلاصك ووفائك أيتها الوفية المخلصة ...

لكنها لم تتكلم ... بل بقيت تنتحب ، وفجأة قالت:

- ولماذا كل هذا الكلام والصراخ ... أنا اكرهك ولا أحبك ... هيا طلقني  وحررني من قيودك .. إنك متخلف رجعي .. أنا لا احب المتخلفين أمثالك ... انت أيها الوغد

أمسك (سامي ) ب (سمير) لئلا يعاود ضربها. ..

سأل عمي:

-كفاكما صراخاً وليحك لنا اأحدكما ما حصل ؟

نظر (سمير ) إليها شرزاً ثم قال:

-في تلك الفترة التي مرضت فيها أعطتني درساً لن انساه ... وكشفت لي حقيقة هذه الأفعى  المتلونة ... التي لا هم لها سوى استنزاف نقودي إلى آخر فلس .. بقائي في الدار فترة المرض جعل الامور  تتضح لي وفهمت أني  لا أساوي لديها شروى نقير ... بدلاً من أن تبقى الى جواري  تمرضني وتعتني بي ، بدلاً من ملاطفتها لي بكلامها العذب لتخفف عني الأم المرض .. صارت اظهر تذمرها ونفرتها من القيام بأبسط واجباتها نحوي ، همها الوحيد ... كان الحديث إلى صديقاتها في التلفون ثم إلى .... أصدقائها. .

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن