فصورت لها لأباطيل حقيقة ووضعت لها مقاييس أصلح ماتكون للبهائم منها للبشر.قال جدّي بحماس:
_بارك الله فيك يا بنتي وزاد في إيمانك ورجاحة عقلك
...
قال(سامي):
_إذن فأنت لن تغاري منها إذا تزوجتها!!
غصصت بريقي وقلت:
_لن أحتملها ثانية واحدة!!
ضحك (سامي) بانتصار وقال:
_إذن...ها أنت تناقضين نفسك!
_لا أجد تناقضاً...إن كوني لا أشعر بالغيرة منها لأنها لا تستحق مني الاهتمام بما لا يتناقض مع رفضي لزوجة اخرى لزوجي أياً كانت!!...ثم...ثم لماذا الزاوج بثانية.
_إنه أمر حلال وهو جائز شرعاً ...حتى الأربعة نساء...
_هذا صحيح ولكن بشرطها وشروطها...!
_ماهذه الأشياء التي تفتعلينها وتقولينها ،ماهو شرطها وماهي شروطها؟
_المرأة إنسان له كيان يجب احترامه لأن الله عز وجل كرّم الإنسان ولا يرضى بإهانته ،لذا على من يتزوج بأخرى إن صح الدافع لذلك شرطاً:أن يعدل بينهما ،والعدالة والمساواة في الأمور المادية والتصرفات ،والبقاء عند كل منهما بشكل متساو.
_هذا أمر هيّن...
_لا تظنه هيّناً فالزوج محاسب على أفعاله تجاهن يوم القيامة، فإن اشترى لهذه بدلة، وجب عليه مثلها بالضبط للأخرى وإن لم تحتجه،..إلا إذا تنازلت هي عن ذلك ونادراً مايحدث هذا..وهكذا سلسلة من المتاعب التي لا تنتهي ...دعنا من هذا ...ليس هذا هو الأمر المهم...فما الداعي والسبب الدافع للزواج بأخرى...
_أم م ...لا شيء ...هكذا...افرضي أنه يعجبني ذلك...
_صحيح انه بما يعجبك يا أستاذ ...وضع الرب الجليل الدين لمصلحة العباد وليس لضررهم ...ولو كان الأمر هيّناً لأتاح الشرع للمرأة أن تطلّق من زوجها وتترك أطفالها لأن آخر أعجبها هي أيضاً ولتفككت أواصر العائلة...كما هو حاصل الآن في المجتمعات الغربية... ألم تسمع رد النبي(ص) لأحدهم بما معناه إن أعجبتك إحدى النساء فعد لزوجتك فإنها مثلها_أي أن النساء متشابهات_وذلك لأنه (ص)علم أن هذا الإعجاب بالظاهر هو أمر مؤقت أو نزوة طارئة سرعان ماتزول ولو أن عمله كان صحيحاً لشجعه الرسول ليسارع في الزواج من الأخرى والأخرى إذن لتحول هذا الرجل من آدميته إلى شهواته ولترك كل عمل وركز أفكاره في مجال واحد ألا وهو النساء ...في حين أن الحياة مملوءة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله وإعمار الأرض ...إضافة ٱلى أن المؤمن مطالب بغض البصر...وليس العكس...
_إذن لماذا رخص الزواج بأربعة؟!
_إنك تضحكني ...الزواج بأربعة مسموح ومباح وليس بواجب...إلا أنه توجد حالات يستوجب فيها الزواج...
_مثلاً؟
_مثلاً...ٱن كانت الزوجة تشكو من مرض مُعدٍ يمنعها من أداء وظائفها الزوجية، والحالة الثانية إن بعدت بينهما الفاصلة الزمنية أو المسافة بفعل الحروب أو الحوادث أو الكوارث الطبيعية ، الحالة الثالثة إن كانت زوجته عاقراً لا تلد، وهناك حالة أخرى تختص بالرجل إن كان لا يستطيع الاكتفاء بواحدة وهي حالة تعتبر نادرة في مجتمعنا الصناعي...أتعرف يا(سامي) ،إن مجرد إحساس المرأة بإمكانية ارتباط زوجها بأخرى هو إحساس ممدوح في حد ذاته أحياناً...
_وكيف ذلك ؟
_أنا أقول لك...متى ما اطمأنت المرأة نهائياً أن زوجها لن يعدل بها أخرى تكاسلت في أداء وظائفها المنزلية أو الزوجية بشكل عام...وليت هذا فقط بل إني شاهدت عن قرب كيف تتغير أخلاق هذه المرأة المطمئنة وتبدأ في المشاكسة ، بل قل في فضح أخلاق تستر عليها في بداية الزواج حتى اعتقدت أنها المسيطرة الوحيدة في دارها فبدأت تهمل الاهتمام بمشاعر زوجها واحاسيسه ،وفي أحيان أخرى تتعمّد ذلك...
_ماذا ؟ انت تمزحين!..
_كلا...لا أمزح ..هناك نوع من النساء_ ولا اقصد المؤمنات طبعاً_ من تود أن تشعر أنها المدللة لدى زوجها، فتتمادى في الخصام والمشاكسة...لا يعيدها لوعيها إلا تهديد الزوج بعد أن ملَّ وسئم أخلاقها ،بالزواج من أخرى ...حينئذ تنقلب الآية تلين الزوجة حتى ينسى زوجها شراستها وإهاناتها له...وفي معظم الأحيان يكفي التهديد لحل المشكلة ....ماذا...لماذا تحدق بي هكذا ؟ هل قلت شيئاً خاطئاً؟!
_لا..لا ..فقط أفكر بما قلته ...ترى هل تؤمنين به حقاً ؟
_بالطبع ولم لا أؤمن به ...أنا لست مرائية أو كاذبة.
_إذن لنفترض أنك ذات عاهة أو مرض مُعدٍ أكنت سترضين بزواجي من أخرى؟! أريد رأيك الحقيقي وليس مجاملة ...
_طبعاً أرضى ...فهو أفضل للمرأة على أية حال زواج زوجها بأخرى في حالة مرضها افضل لها من الطلاق والضياع....ولكن إن أردت الحقيقة...سأرضى ولكن بشرط...
_وما هو؟
_أنا أختارها أنا لك....
_أعرف ماتقصدين ...شمطاء عجوزاً ولا تلد!
بجد قلت:
_بل فتاة مؤمنة وجميلة...
_من صديقاتك مثلاً...
_إذا وافقن فهو الأفضل...
صاح جدّي بسأم:
صدّعتما رأسي بهذا الحديث ...لم تتزوجا بعد وها أنتما تتجادلان ..فكيف الحال بكما فيما بعد؟!
ضحكت خجلاً وقلت:
_أستميحك العذر يا جدّاه...
قال جدّي:
_ لا عليك ...
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Spiritualitéعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!