الجزء الثالث عشر

722 47 4
                                    


وها هو ذا جدي يأتي لأتمام

الأمر وكأني سلعة لا أرأي لها ولا اختيار وصممت أذني عن نداءات أبي وهو يطلب إلي بكل هدوء أن انزل لكنه في النهاية غضب وصاح بي قائلاً :

-أ هكذا علماكِ دينك ياسامية ؟! أ هذا هو بركِ بأمك وأبيك ؟! هل الدين كلام بلا تطبيق ؟! ها!  أليس هذا هو كلامك أنت وأخيك ؟! لم تصدعا رأسي بالحديث عن الصالح في الاأمور ؟وأن الله سبحانه يختار الأفضل للأنسان  أ لم  تقرئي في القرآن الكريم  (وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم )؟!

صمت ُ للحظات كانت سكاكين صوته  المبحوح تأتي من خلف الباب لتستقر في اعماقي وكأنه هذا يواجهني مع نفسي ، الحق معه ، أليس من واجباتي ان أبرّ والديّ فيما لا يغضب الرب !وهما لم يفعلا ما يغضبه،ولعل في الأمر صالحاً لا أعلمه كما قال أبي فالله سبحانه وتعالى لايظلم عباده وعليّ ان اطبق ديني وأعيشه لا ان أتحدث به فحسب ..& وعندما وصلت في تفكيري إلى هذه النقطة اتخذت قراراً سريعا بالنزول عل

ى ان أقرر حسبما يستجد من امور ... هرعت إلى الباب  أفتحه ، وألفيت أبي لدى الباب ينظر أليّ نظرات غاضبة وأمي سارحة تحدق بي في حيرة ظانة انني سأفرح مثلها فأذا بها تجد العكس تماما. .

ً قلت لأبي :

-أستميحك العذر ياأبي ...لن اكون ألا أبنة بارة بك وبأمي ... سأذهب لملاقاة ا جدي و الآخرين  كما تحب ...لكن ارجو ان تترك لي الفرصة لاتخاذ القرار .

قال أبي :

-كما تشائين .

وجذبني من ذراعي بلطف ... كنت مرتدية الزي الاسلامي فدخلت معه إلى الغرفة ومشاعر مختلفة تنتابني من خوف ورعب إلى حب لأكتشاف المجهول والشوق إلى  المغامرة أول من طالعني وجهه كان هو جدي المشرق  مبتسما بدأ اكبر مما رأيته بكثير وشعره مبيض بأكمله ، لكنه كان في أحسن حال من الصحة والعافية على عكس ما سمعت  من أمي ، هرعت إليه أقُبله وأقبل يديه ، ثم انتقلت إلى عمي أسلم  عليه ، وهو الآخر بدا عليه الكبر ، والتفت إلى الشخص الثالث الجالس ، جانباً ، كان هو العريس سلمت عليه هو الآخر بإماءة من رأسي دون أن اصافحه، احس بالخجل لأنه كان  قد وقف استعداداً لمصافحتي فأصيب بخيبه أمل كبيرة بدت على معالم وجهه الأسمر ، بدا طويلاً وبعينين واسعتين وأنف وفم متناسقين وقد صفف شعره حسب الموضة ،والحق يقال انه وسيم ، لمحت الانزعاج على وجهه وهو يجلس متأففا...‏

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن