_ ما هو ؟ انا افضل ان تخبرني ما تشكل به علي لتتيح لي فرصة الدفاع عن نفسي على الاقل ... فجأة قال :
_ لماذا لم تطلبي مني النقود ان كنت بحاجة لها بدلاً من ان تشتكيني لابي .. الذي اتهمني بالتقصير عليك ؟ ها! أليس هذا اثارة للمشاكل ؟!
أطرقت افكر ... من هذا الذي يجلس امامي ؟ وما احقر هذه الحياة ... انها لتبدو في نظري ضئيلة ، بماذا يريد مني ان اجيبه ؟! ان توضيح الواضحات من اصعب المهمات ، لذا دعوت الله في قلبي قائلة : & رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي & .. ثم اجبته بهدوء :
_ يا اخي العزيز ... عندما جئت لإبرام العقد قبل اسبوعين .. ألم تطلب مني تجاهل وجودك وتجاهل مساعدتك ؟! ألم تطلب مني نسيان حقي عليك كزوجة ؟ ام انك قد نسيت ؟ ... كيف تريدني اذاً ان افكر في طلب النقود منك ؟ ... ثم ... ثم ان المسألة لا تحتاج كل هذه الضوضاء ، فانا لم اقصد ان اشكوك لعمي ، بل الحقيقة اني كنت ادافع عن نفسي لأبرر له سبب خروجي دون استئذان عمتي ... ولم تكن انت المقصود بذلك ... ومع هذا فسأذهب الى عمي بعد ان اصلي العشاء واعتذر له امامك عما قلته له ، ان كان يرضيك هذا ... او .. او اقترح علي ما افعله كي لا تغضب هكذا ... ان .. منظرك مخيف جداً ... وانا فتاة ضعيفة ... فلا تحاسبني وكأني رجل مثلك .. نهض لدى سماعه كلامي هذا واتجه الى باب الحديقة ففتحه ونفث آخر نفثة من سيجارته ثم سحقها بقدمه والتفت يخاطبني بلين لم اتوقعه منه ... يبدو أن كلامي قد أثر فيه فقال :
_ الحق معك ... انا الذي طلبت منك عدم الاعتماد علي ... اذ لم اكن اتخيل ما آلت اليه الامور ... ولم اتوقع ان تكوني عنيدة لهذه الدرجة فتستقلين بنفسك وتنبذين حياتنا المرفهة في المنزل او الا تشاركينا الحياة في داخل المنزل ... انك انسانة فريدة ... لم اتوقع الا يكون لشخصية امي تأثير ذو بال عليك .. حسناً .. اذن .. انا آسف عما سلف ... اقول لك الآن ... يمكنك الاعتماد علي من الناحية المادية ...
قال هذا واخرج رزمة من الاوراق النقدية في حدود المائتي دينار وهو مبلغ كبير نسبياً اذا عرفت ان مصروف الشخص الواحد لا يزيد عن العشرين ديناراً ... وضع الرزمة على حافة المكتبة واكمل :
_ اذا احتجت المزيد .. فاطلبي مني ذلك ..
دهشت لتصرفه هذا لكني نهضت وناولته نقوده قائلة :
_ اشكرك كثيراً جداً على هذا ... لكني الآن لا احتاجها ...
لاحظت الألم على وجهه .. يبدو انه احس بتفاهة عمله ، فأكملت :
_ وثق اني لو احتجت الى النقود فسأطلبها منك ما دمت قد وعدت بالمساعدة ...
حينذاك اخذ النقود واتجه نحو باب الغرفة يغادرها ، وفي اللحظة الاخيرة استدار بتثاقل يسألني :
_ هل هناك امر آخر تخفينه عني ؟ ربما نسيت ان اسألك عنه ؟!
ابتسمت لتلميحه وقلت :
_ دعني افكر .. آه تذكرت ... نعم ... بعد يومين يجب ان أباشر في التدريب الصيفي ... ارجو الا احتاج في هذا الامر الى الاستئذان اليومي عند الدخول والخروج من عمي وعمتي ولمى وسها وسمير وام احمد كذلك ؟!
تبسم وهو يقول :
_ لا ... لن تحتاجي الى ذلك .. سأخبرهم كي لا يضايقوك .. واين رشحت للتدريب ؟
_ لحظة واحدة ... استلمت كتاب الاسماء ولم اقرأه لشدة تفكيري بما سأواجهه من مشاكل ...
اخرجت القائمة من حقيبتي وفتحتها وبينما كنت اقرأها لاحظت ان سامي يطيل النظر الي فتركت القائمة وسألته بجد :
_ هل هناك شئ ما ؟!!
_ لا.. لا شئ ... فقط.. تذكرت انك خاطبتني بأخي العزيز ... هل .. تعتبريني كأخيك الكبير ... او كحسن مثلاً ؟
_ انت بمثابة اخي حسن أليس كذلك ؟
قلت هذا وناولته الكتاب فقرأ اسمي ولدهشتي اتضح اني رشحت للتدريب في نفس المؤسسة التي يعمل فيها سامي .
_ هل تعمدت ان تتدربي في نفس مديريتي ؟
_ لا .. صدقني .. وزعت استمارات التدريب قبل نهاية العام الدراسي اي قبل حضوري الى هنا بنحو شهرين ... فمن أين لي ان اعرف محل وظيفتك وانا التي كنت قد نسيت امر زواجي منك بالمرة ...
بفضول سألني :
_ أحقاً نسيته؟
_ هذه هي الحقيقة لا اكذب عليك ...
_ اذن لماذا بعث عمي يستحثني على هذه الزيجة ؟
_ الواقع ان الحريق الذي شب في مخزن النجارة قد جعل ابي يفلس تماماً واشتدت عليه الضائقة المالية ... ولم يكن لديه من وسيلة اخرى غير النقود التي وعده بها جدي عند زواجنا .. لذا طلب من عمي الاسراع بالامر . هل ستخبر الجميع ؟
وبحنان لم اتوقعه قال وهو يبتسم بهدوء :
_ انت مسكينة لانك ضحية لابيك وجدك .. وانا اقدر فيك صبرك وشجاعتك في تحمل المصاعب ... و ..
شعرت انه يريد ان يتودد إلي فلم اشجعه على الكلام فأدرت وجهي عنه وبجد قلت :
_ اذا سمحت .. اريد أن أتم صلاة العشاء ...
عند ذلك ذهب مسرعاً فأغلقت الباب خلفه وعدت اكمل الصلاة.
࿐
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Spiritualعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!