الجزء السابع عشر

686 46 7
                                    

وقفت قرب الستائر التي ابعدتها قبل قليل ، واخذت افكر ... يا لهول ما سمعت ؟... أرفضي للزواج سيجلب كل هذه المصائب الى العائلة ... ولكن قبولي به مصيبة ايضاً ... الا انها ستكون مصيبتي لوحدي ، هل اضحي بنفسي وبمبادئي في الارتباط بانسان مؤمن نتعاون معاً على تربية جيل مؤمن بالله وبرسوله ... واشعر بالسعادة والطمأنينة بقربه ... او ارضى بهذا الذي اهتم بتصفيف شعره على احدث موديل ؟ ... وما ادراني ... لربما كان ظن حسن به في محله ؟ ماذا سأفعل حينها ... انه يشبه كثيراً اولئك الشباب الذين يلاحقون الفتيات بسياراتهم الفارهة !! وكيف سأعيش معه وانا لا اعرف مستوى تفكيره ... ولم اسمع له رأياً ... اني خائفة منه ... انا خائفة ان يجرفني معه في تياره عن عقائدي وديني !!!

وابي .. وامي وحسن .. ماذا عنهم ؟ أأتركهم في مشكلتهم ... وسمعة ابي ... هل اضحي بنفسي ... ام بهم !! احسست بصداع مدمر فارتميت على الفراش ومع حيرتي غفوت ... ولم تكن إغفاءة هنيئة بل كابوساً مزعجاً رأيت فيه سامياً وكأنه من الاشباح ممسكاً بسوط يضربني به على وجهي ... وانا ابتعد عنه بصعوبة ... لكنه عندما اقترب مني اكثر احسست بالاطمئنان ورأيت اسارير وجهه الغاضب تنفرج وتبدو الفرحة عليه ... افقت مرعوبة ... وتحاملت على نفسي ونهضت ... فرشت السجادة وتوضأت ثم صليت ركعتين قضاء حاجة ... واخذت اقرأ في القرآن الكريم عسى الله ان يهديني لما يحب ويرضى ...

وها هي ذي ساعات الليل قد انصرمت دون ان اصل الى حل ... لم اتناول عشائي وعندما سألتني امي عن السبب اجبتها ان المناسبة قد اثرت على مشاعري فلا اشكو الجوع ... ولم يغمض لي جفن وبقيت في صراع مع الافكار ... ومع اشراقة الشمس ، اتخذت قراراً ورضيت به وهو ان اضحي بنفسي واقاوم ما سأواجهه من مصاعب واحتسبها عند الله عز وجل وكلي ثقة انه هو الذي سيساعدني فلولا ان هناك مصلحة لي فيما حدث لما حصل ذلك ... فانا احسن الظن بالله سبحانه وتعالى وهو سيتولى امري وانا ان اطعت ابي وبررته فسأطيع الله ، وهكذا ارتحت نفسياً لهذا القرار و

بعد ساعات قلائل سيحضر عمي وابنه ومعهما القاضي ليثبتا عقداً ابرم منذ الطفولة ولادخل لذلك عالماً جديداً ... غريباً عليّ احلى ما فيه هو المعاناة والمقاساة مع اناس غرباء وان كانوا يعدون اقرباء ... عالماً مجهولاً جداً بالنسبة لي .

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن