الجزء السادس والعشرون

685 44 3
                                    

-  اذهبي الى غرفتك ولا تغادريها الا اذا بعثنا في طلبك ...هيا انهضي ...

-  ابتسمت وقلت لعمتي وانا اغادر المكان :

-  - آسفة يا عمتي لم

أقصد إزعاجك ...

وسمعتها تشتكي لعمي :

-أرأيت كم هي مشاكسة ؟!

وببرود اجابها عمي :

-  أنت البادئة والبادىء أظلم ...ثم ماذا تريدين منها ...انها رغم كل شيء قد اعتذرت اليك ...

-  ولم اتوقف لاستمع إلى بقية الحديث ثم طغت اصوات الموسيقى على اصوات الجميع حيث رفعت لمى صوت الراديو الى اقصى حد .

في الواقع لم اتقصّد ولم اود أن يحدث مثل هذا الجدال بيني وبين الجميع ولكن ما حصل قد حصل ولا مفر منه ...تساءلت إن كان بإمكاني تفادي إهانتها الصريحة لي ...وإن تفاديتها ألن تعتبرني ضعيفة وتتمادى في طلباتها ؟ ام انها ستتوب الى رشدها ؟!

فكرت في حقيبة كتبي ورأيت من الواجب ان أشتري لي مكتبة ولو بسيطة ...وقررت ان استاذن من عمتي في ذلك تفاديا للمشاكل وذلك بعد تناول طعام الغداء ...رتبت سريري ونظفت غرفتي ولمعت زجاج النافذة فازدادت تألقا مع الستائر النظيفة التي علقتها ،اخرجْت بعض السور القرآنية المؤطرة وأحببت أن أعلقها على الحائط أثبت المسمار فيه ،وما هي الا لحظات حتى هرعت عمتي ترافقها ابنتها وفتحتا الباب دون استئذان صارخة :

-  ماذا تفعلين ؟! هل تكسرين الحائط انتقاما مني ؟!

كانتا غاضبتين وتنظران إليّ شزرا ،الحقيقة أنّ منظرهما افزعني وإن لم يَبدُ عليّ ذلك ،أجبت :

-  لا يا عمتي ...انا لا أخرب شيئا بهذا الجمال اردت تعليق بعض الصور ،ولم اعتقد انّ ذلك سيزعجك ، سأترك الامر كله إن لم توافقي ...

-  انت إنسانة غير مريحة ومزعجة و...وضوضائية ،لا تكفين عن الإزعاج لحظة واحدة .

احترمت كبر سنها ولم اجبها بشيء املا في ان تسكت وتنهي الجدال ، اذ ما الفائدة من النزاع والجدال على أشياء وأمور لا تجدي ...إنني عندما تناقشت معها على حجابي فلأنها اهانت ما أحترمه ،أما عراك وجدال لأجل مسمار ..فلا ...قلت :

-  حسنا يا عمتي العزيزة ، لا تزعجي نفسك كثيرا سأترك تعليق اللوحات .

اخرجت المسمار وجمعت بقية المسامير والمطرقة لكي اعيدها الى جدي ،فإذا بها تستمر في الزعيق والجدال شأن من لا شغل له يؤديه سوى الخصام ،فحضر سامي وعمي على إثر سماعهما لزعيقها وقد بدى الازعاج عليهما قال عمي يستفسر مني :

-  ماذا حصل ؟

-  أردت تعليق الصورة والآن اعتذرت وسأعيد الادوات الى جدي .

توجه الاخير لزوجته قائلا :

-  إذن لماذا هذا الصراخ والزعيق يا امرأة؟!

-  إنك لا تعرفها انها تريد ان تغيظني فقط ! فبعد ان شوهت هذا الجدار الجميل تظهر نفسها وكانها مسكينة مظلومة .

نظرت الى مكان التشوه المزعوم فلم ار إلا ثقبا لا يكاد يُلحظ او يُرى ...وكذلك فعل عمي وابنه بعدي والظاهر أنهما احسا بمقدار تجنّي عمتي علي ّ،لان عمي غادر المكان بسرعة دون ان ينبس بشيء ،وبقيت عمتي تزعق وتولول وكأني قد قتلت عزيزا عليها ،ويظهر انها لن تسكت على الإطلاق ،شعرت بالضيق وناجيت ربي ،&أنت المستعان به على كل شيء خلصني من هذه الورطة & ...الشيء الذي لم اتوقع حصوله ابدا هو ان يدخل سامي الغرفة ويتناول المطرقة والسامير مني وعاد يدق المسمار في محله الاول وبشكل جيد ثم يضع الصورة هناك !!

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن