بهدوء تمثيلي ايضاً جلس مراد وهو يقول :
_ ها! الدور لمن الآن في الكلام ؟
غضب عمي منه ... نعم عمي المتواجد بقلة في الدار ونهض مغادراً الى غرفته ... الحقيقة تجلت امامي في هذه اللحظة ... ان الجميع اصبح فخوراً ب سامي ، الابن الاكبر للعائلة ... انهم يعتزون بآرائه ولا يريدون لأي كان ان يسفهها ، سواءا كانت آراءا صحيحة أم مغلوطة ...
قال سامي :
_ ارجوك يا مراد ان تصغي الي .. لم اهتم سابقاً في نهيك عن شرب الخمر لاني اعتبرت ذلك من شؤونك الخاصة ولا يحق لي التدخل بها ... اما الآن وبعد ان هداني الله ، وانقشعت سحب الضلالة عن عيني ، اصبح اولاً من واجبي نحوك كأخ لي في الدين ان ارشدك الى السبيل القويم ، وثانياً ان انتصر لأختي وطفلتيها ... وانا الآن اتكلم معك باللين واريد منك وعداً صادقاً بألا تعود لشربها ... ومنذ هذه اللحظة تبدأ بالعزم على نبذ الشراب ولمدة اسبوعين فقط تمتنع خلالها تدريجياً عن الشراب ... وإلا ..
_ وإلا ماذا ؟
_ والا طلقت سها منك !
ران الصمت على الجميع ... وحاول مراد تمييع المشكلة باسلوبه الساخر :
_ انها نكتة لطيفة ... انا لا استغني عنها ... وكذلك هي ... لقد اعتدنا الخصام حتى صار فلفل وبهار حياتنا ... بدونه لا نعيش ... كالسمكة بلا ماء .. و ..
_ يجب ان تفهم الآن من الذي يخاطبك ... ليس عمك او عمتك ... بل سامي .. سامي بنفسه .. افهمت..
بفرحة ايدت عمتي سامي وتصاعدت الدماء في وجه مراد واخذ يدور ببصره في وجوه الآخرين الذين آثروا الصمت على الكلام ، ووضح سامي له انه سيعمل جاهداً ليلبي حاجات سها وابنتيها بدلاً عن العيش مع انسان لا مسؤول مثله ... اثر موقفه في سها فاجهشت بالبكاء .
_ أتبكين حزناً عليه يا سها ؟!
_ لا ... لا يا سامي ... بل من الفرحة ... اليوم احسست ان لي أخاً يدافع عني ويتفهم صعوبة عيشي معه ... انا لا اريد الحياة مع عربيد يتقلب في احضان الغانيات .
اخفى مراد وجهه بيديه الماً وهو يقول :
_ اتهددني يا سامي ... انت لم ترتد العمامة بعد !
_ و هذا من حسن حظك اذ لو ارتديتها لجلدتك على شربك الخمر ...
ضحك مراد بمرارة ولم يدر جواباً ثم رفع رأسه معاتباً سامي :
_ اراك اصبحت تجيد إلقاء النكتة يا سامي ؟
_ انت لم تر شيئاً بعد ... سأجعلك ترقص من شدة الضحك .. فلن تعود سها وبنتاها معك منذ اليوم ... ما رأيك بهذه النكتة ...
بفزع قال :
_ اوه ... هذه ليست نكتة ... بل قنبلة ... لا بل يجب ان تعود معي ...
استمر الحوار بينهما بين اصرار سامي وخور عزيمة مراد فلجأ مراد الى سها آخر الامر يستطلع رأيها في الذهاب معه فكان جوابها ان اشاحت بوجهها عنه وتمسكت برأي اخيها ، حينئذ خاب امله وغادر حزيناً ...
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Espiritualعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!