الجزء74

683 41 1
                                    


_ لكني اجهدت نفسي كثيراً في العمل خلال الايام الماضية وانجزت الضعف فيه لاستطيع الحصول على هذه الاجازة ... وها انت الآن تقولين انك لا تستطيعين السفر معنا خلال العطلة باكملها ... وتفضلين صحبة صديقاتك علينا ...

_ اظنك ستستمتع بالسفرة فانت دعوت صديقيك وهناك سمير ومراد ايضاً ... و...

_ لا تكملي ... ماذا لو رفضت طلبك ؟

_ كلا .. ارجوك يا سامي ... ارجوك ان توافق على عودتي ... اني سوغت غيابي عنهم في العطلة الصيفية بالتدريب الصيفي ... والآن بماذا ابرر غيابي ؟! فهن لا يعلمن بزواجي ... أنسيت !!

_ لا توجد مشكلة ما ... اخبريهن انك قد تزوجتي مني ... وماذا في الامر ؟ اريد ان يعرف الناس انك زوجتي ! ‏

فغرت فيّ من الدهشة...أحقاً ما أسمع ...أهذا هو (سامي) المغرور الذي يأبى أن يقترن اسمه مع اسمي...

يقول ما سمعته...لا أصدق أذني وبلا مبالاة أكمل:

_أخبريهن بالزواج ..ولن تكون هنالك مشكلة ما...هيّئي أمتعتك للسفر!

_ولكن يا (سامي) ...كيف يمكن هذا...إنهنّ صديقاتي وحبيباتي فلن يصدقن أني قد تزوجت هكذا دون أن يعرفن بالأمر ...و...ومن صفات الزواج الشهرة، أي أن يفهم الجميع به ، لا الكتمان والتخفّي...ثم...ثم...ألا ترى أنك تضعني في موقف محرج آخر بهذا العمل...كيف سأتطلع في وجوههن...وأنا مديرة جلساتهن أفعل هذا ..كالأفلام السينمائية ...لا جلسة عقد ولا أسئلة دينية ولا حتى ثوب للزفاف يرينني فيه...لماذا ؟...لماذا كل هذه الفوضى ...أمن أجل سفرة...ستقضي وقتك بأجمعه مع رفقائك وأبقى أنا مع النساء أفكر ماذا أعد من طبخة أو نضيّع الوقت في الثرثرة...أرجوك...أن تسمح لي بالعودة...

قال ملاطفاً:

_ولكن يعزّ عليّ بعدك !! حسناً لم لا تختصرين الجلسات لأسبوع واحد وتعودين في الأسبوع الثاني، حيث أكون قد عدت أيضاً من السفر...

هززت رأسي بالنفي...في النهاية وافق على مضض ...عدت إلى أمي وأنا أكاد أطير من الفرحة واستقبلني أبي و(حسن) بالترحاب والفرح...أحسست أني في مكاني الطبيعي ...وقابلتني صاحباتي بالفرحة والترحاب نسيت معها عدّ الأيام ...وسرعان ما انتهت الإجازة...

صنفت الهدايا التي قررت أخذها معي في أكياسها في حقيبتي وناولتها لـ(حسن)،قبلت أمي ويد أبي وودّعت و(حسن) الجميع...

ترجّل (حسن) معي إلى بيت عمي وسلم على عمتي وعمي ...ولما رآهما مكتئبين أحسّ أن الوقت غير مناسب للزيارة فاستأذن في الذهاب إلى قسمه الداخلي...لم أسأل عمتي عن سبب كآبتها ،بل قدمت لها ولعمي هديتهما فشكراني وذهبت إلى غرفتي ...كانت على ماتركتها عليه قبل ...لم يدخلها أحد ما على مايبدو فالغبار يغطّي المكان بأكمله...نظفت الغرفة ورتبت الحقيبة ثم أخرجت هدية (لمى) وعدت إلى حيث تجلس عمتي لأسألها إن كانت هديتي ستعجب (لمى ) أو لا...أغروقت عيناها بالدموع ،ثم أجهشت بالبكاء...دهشت لذلك وداخلني خوف وذعر شديدان...

ألححت عليها حتى سكتت وطلبت منها توضيحاً ، فقالت :

_إن (لمى) و(سامي) يرقدان في سرير المرض ...لقد أصيبا بالتيفوئيد منذ أيام ثلاثة ...وأنا التي أقوم على تمريضهما، فـ(أم أحمد) تخشى العدوى...وهذان المسكينان ،ملقيان هناك بلا حول ولا قوة و...لم أنتظر لأسمع البقية و أسرعت إلى غرفة (لمى) أدخلها راكضة فلم أجدها فيها ففزعت وعدت إلى عمتي أسألها في أية غرفة ترقد، فأخبرتني وهي تكفكف دموعها أنها في غرفة الضيوف ،وغرفة الضيوف هذه تقع على يمين الداخل من ممر الصالة...

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن