83

729 46 3
                                    


صاحت تقاطعه:

-كذب ...كذب. .. ليس لدي اصدقاء. .. إنهم إخوة صديقاتي فقط ! .... إنا لاعلاقة لي بهم سوى الأخوة ...

قاطعها. ... قاطعها بهياج :

-يا للأخوة ... حقوق الأخوة أهم  من حقوق  الزوج ... زوجك المريض المرمي في فراشه .. تتركينه لوحده في الدار بلا معين ... وتخرجين كطلقة السهم استجابة لأول  نداء  هاتفي أخوي ... أيتها ال-... أنت لم تعلمي أن هاتف الدار تحت السيطرة .. منذ أن شككت في أمرك وضعته تحته المراقبة ... وعرفت جيدا من هم هؤلاء الأخوة الذين تتبجحين بالنطق بهم ... أخرج ورقة  من جيبه وقرأ أسماء  لأشخاص لم أسمع بهم من قبل فثارت ثائرة عمي وصاح :

-يكفي ... يكفي هذا  ... لا داعي للصراخ والكلام  ... الأمر واضح ولا يحتاج للشرح .. إذن محاولتك في التخلص من الجنين كانت حلقة في سلسلة خيانتك لزوجك .. اخرجي من داري  .... وإذا لم يطلقك (سمير) فسأتبرأ منه الى يوم القيامة. ..

(سمير) :

- هذا ما أردت قوله منذ البداية .... وأحتاج إلى مساعدتك كي يتفهم أهلها الحقيقة ... المخدوعون بها ... ليعترفوا أي بنت أنجبوا وليفهموا حقيقة تمدنها  وحريتها الفائقة للحدود ... إنها سخيفة .. أتعلم كانوا يخدعونها بأن صوتها رخيم  فتذهب سريعاً لإحياء حفلاتهم الغنائية ... ضايقها وجودي كثيراً تلك الفترة ...

قاطعه عمي :

-خذها لدار أبيها يا( سمير)  ولا تعد إلا وقد طلقتها. .

أخذت تبكي  لعلها ندمت على فعلتها ، فكرت  يجب الإصلاح  بينهما  فقلت لعمي برجاء:

-أرجوك يا عمي  أن تحافظ على هدوئك أنت و (سمير) قليلاً ..  لماذا  لا تمنحوها فرصة أخرى لعلها تصلح من حياتها ..انظر إليها كيف تبكي بحرقة ..إنها نادمة .. الطلاق هو الحل الأخير في المشاكل وليس الأول. .. وبشكل هستيري نهضت زوجة (سمير) صارخة بي:

-أنت السبب ... أنت السبب في كل ما حصل ..ما كانوا يلوموني على أي شئ ولم يهتم بالنداءات  الهاتفية قبل  وصولك هذا الدار ...أنت المجرمة بين كل كلمة وأخرى  يقول لم لا تصبحين ك (سامية) ... (سامية)...(سامية) ... في كل طبق وعلى كل مائدة (سامية) ... أنا أكرهك و لا أريد مساعدتك لي ... أنا حتى لا أطيق  سماع صوتك. ..أنت التي هدمت لي بيتي .. أقول له إنها جاهلة ..يقول بل في قمة الثقافة .. وستصبح مهندسة عما قريب ... أقول له إنها رجعية ..يقول لي ليتك تصبحين رجعية مثلها تهتمين بالبيت وتعدين الطعام وتغسلين الملابس. ..أنا لا أريد أن أكون مثلك وكذلك أنا أكرهك من كل قلبي ... أنت السبب ..  ألم يكفيك أنك فسدت (سامي) وعقدته. .. و الآن تتظاهرين بالحنان. .

عقدت الدهشة لساني ولم أستطع أن أنطق بكلمة واحدة أرد بها على اتهاماتها القاسية لي .. ولحسن الحظ تدخل (سمير)  وسحبها إليه قائلاً :

-الحق عليها أنها أشفقت على  أفعى مثلك. .. هيا إلى دار أبيك .. هناك سيفهمك ابوك من هو المعقد أرجعي إلى عالم الغابة والحيوانات. . أنت أم هي. .. أيتها البلهاء ..  تحاولين تعليق تقصيراتك في عنقها ..

نهض عمي قائلاً:

-انتظر يا (سمير) سآتي معك ... و أنت يا من كنت زوجة لأبني .. لا تنبسي باسم (سامية)  بلسانك القذر هذا ثانية ... هي لم تفسد (سامي) أو تعقده بل اصلحت الكثير من الامور في بيتي

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن