الجزء الثاني والاربعون

688 46 0
                                    

عجبت لأسلوبه في الكلام لكنني اضطررت لمسايرته عندما تقدم احد الواقفين يحاول فهم ما حدث ، قررت الصعود خوفاً من المشاكل ... فإذا ظن القادم ان سامي يعاكسني فلا محالة من مخاصمته وستتوالى بقية المشكلة في البيت ... وهكذا اضطررت للصعود فسار مسرعاً في طريق آخر غير الطريق المألوفة ولكنه خال تقريباً من وسائط نقل الركاب فسألته ؛

أهذا هو الطريق ذاته المؤدي الى البيت .. انا لم امر من هنا سابقاً ..

عندما لم يرد علي التفت اليه ورأيت الغضب الكامن فيه يكاد ان ينفجر انه قد غضب لاني لم انتظره ، قلت :

_ ارجو ان تغفر لي عدم انتظارك ... انا لا اريد ان افعل شيئاً في السر لا ارضاه ثم ... ثم اني لا اريد مزاحمتك ..

اجابني بسخرية :

_ هكذا اذن ...

_ ارجوك يا استاذ سامي لقد اتعبتني اليوم بما فيه الكفاية ، وانا الآن في غاية الجوع والتعب وليس بامكاني تحمل كلام التهكم والسخرية ، فاذا س

محت ، دعني اغادر سيارتك لأستقل اخرى وسأكون ممتنة لك ...

وبدلاً من ان يخفف السرعة زادها وكأنه يداري بها غضبه مني ، اصبحت قيادته مرعبة ، مرت دقائق مخيفة بالنسبة لي حتى قلت له :

_ ارجوك يا سامي ... ارجوك لا تقد بهذه السرعة ... انني جداً خائفة ... ارجوك خفف من السرعة ... ارجوك ...

والحمد لله استجاب لتوسلي وخفف السرعة تدريجياً حتى اوقف السيارة تماماً عند مطعم صغير ... غادر دون ان اعرف الى اين وعاد بعد قليل حاملاً بعض الساندويتشات مع قنينتين للمياه الغازية ناولني ساندويتشاً واخذ هو الآخر وبدأ يأكله ... لم يهتم لدهشتي من تصرفه هذا بل ناولني قنينة المرطب ايضاً دون ان ينبس بحرف واحد ... ولما كان الجوع قد داهمني ورائحته الشهية قد زكمت انفي وجفاف فمي قد اخذ مني كل مأخذ بسبب الجو الحار والخوف الشديد الذي عانيته قبل قليل ، لذا انصرفت عن الحديث معه او السؤال منه واخذت التهم الطعام واشرب معه المرطب ، حتى شبعت وارتويت فحمدت الله على الاحساس بالانتعاش والراحة الكبيرين ... لكني لا زلت اجهل تصرفاته الغريبة هذه ، فتارة يغضب ويشك  ويشاكس واخرى عطوف حنون ، زاد اعتقادي بأنه ربما يكون مريضاً نفسياً او يعاني من مشكلة ما في احسن الاحوال ، وعند العودة لم ينس اعتذاري منه وان كان حديثه قد اتخذ طابع اللين اكثر من طابع الغضب حيث قال :

_ لماذا لم تخافي سابقاً ان تفعلي امراً ما في السر ؟!

_ متى وماذا تقصد بكلامك هذا ؟! ‏‏‏

   ࿐

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن