86

690 42 1
                                    


كان لموت جدي الواقع الهائل  في نفس الجميع ، أما أثره الأكبر فكان وقعه على (لمى) ، اصبحت كئيبة حزينة سارحة أغلب الوقت .. بعد انتهاء  المراسيم ، أخذت أتقرب إليها  أكثر و لازمتها حتى عادت تقريباً إلى وضعها الأول  لم أتوقع منها ذلك فهي لم تهتم بجدي سابقاً ولم تعتد عليه ألا في الفترة الأخيرة .. خرجت ذات يوم وإياها نسير في الحديقة ونتحدث معاً ، قالت:

- إني أحس  يا (سامية)  بالذنوب تثقل كاهلي ... وأرجو أن تعمني رحمة الله فيغفر لي ..

- أحسنت في اعتقادك برحمة الله  الواسعة  فلا ييئس من روح الله الا القوم الكافرون .. إسمعي قرأت حديثا عن رسول الله( ص) ، &أربع من كن فيك لم يهلك على الله بعدهن هالك : يهم العبد بالحسنة فيعملها فإن لم يعملها لم يكتب عليه شئ   و أن هو عملها أحل سبع ساعات ، وقال صاحب الحسنات  لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال : لا تعجل عسى الله أن يتبعها بحسنة تمحوها ، فأن الله يقو

ل ((

ا

ن الحسنات يذهبن السيئات)) ، أو  الأستغفار فإن هو قال : (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو ، عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم ، الغفور الرحيم ذو الجلال والإكرام و أتوب اليه)  لم يكتب له شئ، وإن مضت سبع ساعات ولن يتبعها بحسنة ولا أستغفار ، قال صاحب الحسنات لصاحب  السيئات:  ،

أكتب  على الشقي المحروم &.

- يالله ما أرحمه وأوسع مغفرته جلت صفاته ... إذن فليس الموت  هو غاية الحياة ... إذ لا معنى لأن يفنى الإنسان بمجرد الفناء فقط ألست معي في هذا يا (سامية)

-بالطبع  ياعزيزتي  ...عن النبي (ص) :& ما خلقتم للفناء ، بل خلقتم للبقاء ، وإنما تنقلون من دار إلى دار ، وأنها في الأرض غريبة وفي الابدان مسجونة & وقال تعالى ((...كذلك يجزي الله المتقين *الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلو الجنة بما كنتم تعملون )) ، وجعل سبحانه وتعالى نار جهنم عقاباً للمجرمين  والكفرة والمشكرين ... وهذا أمر مطلوب للعدالة بين البشر ... والله سبحانه هو العادل الأعدل ...

- أذن فجدي في الجنة !!

-أن شاء الله يا (لمى) ... لقد كان طيباً مؤمناً.... محسناً للجميع ..جزاه الله بالنعيم في الجنة ...

(سامية)  هل يمكنك وصف الجنة لي ...

- ما أصعب ذلك !حسناً.. عن امير المؤمنين (ع);وصفها بقوله:  ' فلو رميت ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها لعرفت نفسك  عن بدائع ما أخرج إلى الدنيا من شهوتها ولذتها وزخارفها مناظرها، ولذهلت بالفكر في اصطفاق أشجار غيبت في كثبان المسك على سواحل أنهارها ، وفي تعليق كبائس الؤلؤ في...

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن