الجزء الثالث والاربعون

692 45 1
                                    

_ عندما ارسلتك امي تستدعيني قبل فترة بسبب خصام سها وزوجها !

_ آه تذكرت ... حسناً انا مخطئة ما كان علي استدعاؤك وان طلبت مني عمتي ذلك ... ظننت حينها انه واجب وهو عمل حسن ، اما الآن فالامر مختلف ... علاوة على ان مسؤولك الذي يعرفني تلك الآونة قد انتقل من المؤسسة ، ولا يعرف البقية من اكون انا ؟! اما الآن ... فانهم ككادر كامل يعرفونني ويعرفون اسمي ويقرؤونه يومياً في لائحة المتدربين ... عدا هذا فاني لم اخبر احداً بقرابتك لي ... وليس من مصلحتنا ان يعرفوا ذلك ... فهم سيؤولون كل كلمة او حديث لك معي الى معنى آخر . في اذهانهم ... و ..

_ ماذا ؟ ما هذا الهراء الذي تقولينه ... كيف يمكن ان يتصور احد ما وجود اية رابطة بيني وبينك .. انت ... انت بجلبابك وغطاء شعرك وانا ... على ما انا عليه من تحضر واناقة ... لا ... كلامك غير منطقي .

قلت في نفسي :& انه مغرور جداً ، لأدعه يتحدث ما يشاء فلن اناقشه لاني سئمت من حديثه هذا & ... المشكلة انه فسر سكوتي موافقة له على آرائة فتشجع قائلاً :

_ ان المشاهد لنا عن بعد سيحكم فوراً انني اشفقت عليك من زحمة الطريق ... ولو لم تكوني قريبتي لفعلت ذلك ايضاً...

_ حقاً ... طيب .. شكراً لك على الطعام فقد كنت جائعة جداً ...

عندما انتبه اني اشحت بوجهي عنه الى نافذة السيارة ، فهم اني لا اود الاستزادة من الحديث معه ، فوضع شريط تسجيل للأغاني الشعبية بأعلى صوته وكأن به صمماً ... حاولت الا اسمع الغناء ، لكني فشلت في ذلك فطلبت منه بلطف ان يوقف المسجلة ... فتعجب كثيراً قبل ان يطفئها ... قال :

_ الواقع انك لست معقدة كما تقول امي عنك ... بل شديدة التعقيد ايضاً ..

_ اسمع يا استاذ سامي ارجوك ان تحترم الالفاظ التي تختارها عندما تتكلم معي ... انا اطيع ربي عز وجل الذي خلق لك العقل تميز به بين الحق والباطل والذي جعل عقلك يصلح لان يكون عقل مهندس فكونك مهندساً بالتالي لا يعني انك افهم واعقل من رب العالمين - تعالى عن ذلك علواً كبيراً - واذا كنت تصفف شعرك على الموديلات الغريبة لاحساسك بالنقص تجاه موديلات بلادك فهذا ليس بشئ قياساً للوحي الامين الذي كان ينزل على نبينا (ص) دون ان يهتم الرسول (ص) بموديلات شعره او لباسه ، فالذي خلقك يخبرك انه لهو ( فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور ) حيث فسر قول الزور بالغناء ، وقوله تعالى :& ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل به عن سبيل الله & . وهاهو رسول الله (ص) يقول عن الغناء :& اياكم وسماع العازف والغناء ، فانهما ينبتا النفاق في القلب &.

قلت هذا بعصبية لم اتوقعها من نفسي حتى انتبهت ان جسمي يرتجف كله من فرط التأثر ، ويبدو انه لاحظ ذلك ايضاً فلم يعلق بشئ وآثر الصمت . وان لاحظت شبح ابتسامة على وجهه .. انتبهت اننا نسير في طريق لا اعرفها فاكملت :

_ وما هذه الطريق التي تسلكها لو تركتني اعود لوحدي دون تفضلك علي لكنت وصلت الآن .

فاجاب باحترام :

_ حاضر يا آنستي ... سنصل حالاً ..

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن