سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة

الجزء الرابع والخمسون

فكان ينظر إلى الصورة تارة وٱلى عمتي أخرى وكأنه يوحي لها بأنها تشبه عمتي فقالت على الفور.

_إنها نشبه إمي الحبيبة...

وبسرعة أجاب:

_غبية لا تفهمين...

ضحك الجميع لأنه بدا كأستاذ يعلم الأطفال  ثم توجه بالسؤال إلى زوجة (سمير)وأشار إلى (لمى)يوحي لها بالجواب.

_تشبه من هذه ياذكية.

أجابته وهي تضحك:

_تشبهني؟

_غبية مثل زوجتي.

ثم إلتفت إلى عمتي التي كانت تغصّ بالضحك قائلاً .

_هيا...هيا يا فيلتي قولي أنت!

ومن بين ضحكتها قالت

_تشبه....تشبه....(لمى).

صاح:

_فيلة جميلة وغبية....وأنت يا جدّي،قل لي تشبه من هذه؟

فأجابه جدّي:

_أسكت ياولد يا وقح

_المعذرة يا جدّ تصورتك كريستون كولمبوس ...اقصد تصورتك عمي..

استاء جدّي وغادر القاعة، فتوجه بالسؤال لعمي:

_والآن ياعمي تشبه من هذه ولما لم يجبه بشيء خوفاً من طول لسانه، أجاب:

–إنها تشبه (سامية)!

وماتت الضحكة على شفتي ،فلم اتوقع منه كل هذه الوقاحة، وتوقعت أن يدافع عني أحد، فلم يفعل وبدلاً من ذلك أيده (سمير)قائلاً :

-نعم ...نعم الحق معك ...إنها تشبهها جداً

طأطأت رأسي، وبصوت حاد خاطبته:

_أرجوك يا أستاذ (مراد)...أنا لا أسمح لك أن تغازلني ولا أرضى بهذا الهوان لنفسي ولكني سأسامحك هذه المرة فقط لأنك لا تعرفني...وأرجو

ألا تكررها ثانية.

علت ضحكة (سها)متشفية بزوجها وهي تقول:

_أحسنت يا(سامية)،إن هذا السخيف يستحق ذلك، وضحكت معها عليه إذا به يحمر كرمانة ناضجة، وحاول إخفاء خجله بأن قال لزوجته:

_اضحكي..اضحكي يالطيفة ياحلوة الأخلاق ،لقد تخلّص أهلك منك ...وأصبحت مشكلتي وحدي...

أجابته:

_أنا أعرفك جيداً ...أنت لا تتملق أحداً دون مصلحة ....إما إن تريد بيعه بضاعة أو أن تحصل على نقوده...وقد طمعت في ثروة (سا

مية)التي ستحصل عليها بعد عام بعد أن تنفصل عن(سامي)،لذا تريد ان تمهدّ لنفسك ألسبيل...لكن لا...لن ندع الثروة تذهب لغيرنا  ...سيبقيها (سامي)على ذمته في كل الأحوال وسترى...وبعفوية أجبتها غير معطية الفرصة له للدفاع عن نفسه:

_إذن فلا توجد مشكلة ما...لأن ماسأحصل عليه سيذهب فوراً إلى بنك التسليف لسد رهان البيت الذي نسكنه هناك.

وقال عمي فوراً :

_ماذا تقولين؟ أحقاً ماأسمع؟أداركم مرهونة؟!

_نعم ياعمي...هذه هي الحقيقة وإلا لماذا بعث أبي يستحثكم على الزواج!! منذ حريق المخازن أفلس أبي...و...

سكتُ عندما رأيت أن الجميع قد سكتوا يفكرون فيما قلته، قطع (مراد)الصمت بقوله:

_إذن فأنت فقيرة يا(سامية)!!

_الله هو الغني  ....وكلنا فقراء له...

_وأنت يا (سامي)،هل أنت فقير أيضاً مثل خطيبتك؟!

_كلا والحمد لله فأنا عندما أستلم النقود، سأفتح شركة هائلة للمقاولات الهندسية.

_إذن شغلني عندك..

_الكل يعمل عندي سواك...

صفق  (مراد)كالنساء وهو يولول: