في المرة التالية حدد حسن موضوع حواره معه حول الكتيب الذي نسيه ... ورأيتهما يندمجان في الحديث معاً .. قال حسن :_ لاحظت ان بعض المتفلسفين يقولون ان لا ضرورة للصلاة ... ويكفي المرء ان يتأمل الاشياء وخلقها ويعتبر بها فهي افضل ، ترى ما رأيك انت؟
تنحنح سامي قبل ان يقول :
_ الواقع ليس هناك من ينكر الضرورة للصلاة او الدعاء ... فالمرء تمر به الازمات والمشاكل وكثيراً من الصعوبات التي يكون فيها احوج ما يكون الى الصلاة والاحساس بجبروت الله تعالى وهيمنته على الكائنات ، حينئذ ، تضمحل مشاكله وازماته لانه يشعر ويتيقن انه يدعو من هو اقوى واعظم من البشر ، مع خالق البشر ، والقادر على حل مشاكله ... ولا اظن ان مثل هذه الفلسفة الماكرة تنطلي على الناس فالتأمل غير الدعاء ، وغير محدد بوقت او شروط ... انت باستطاعتك ان تتأمل كل ما خلق الله سبحانه وتعالى في الطبيعة دون ان تحتاج الى التطهر في ملابسك وجسمك او الى الوضوء ، ودون التقيد بزمن او مكان كاالمسجد ... ولا تحس ذلك الارتباط الوثيق بينك وبين الله ...
اكمل سمير :
_ كلام سامي صحيح ، فنحن نتأمل الزهور ونعجب لخلقها ونقول (الله) استحساناً لجمالها ، لكن في الصلاة نقول : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ..
سامي :
_ كلنا يقرأ الاية : ( ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ، فالصلاة بحد ذاتها كعمل ، ينقي ويطهر النفس عن الفحشاء والمنكر ، وهي ذكر ايضاً لله عز وجل ( الا بذكر الله تطمئن القلوب ) .
حسن :
_ ما تفضلتما به صحيح ، ولولا الصلاة لهدم الدين فالصلاة & عمود الدين ، ان قبلت ، قبل ما سواها ، وان ردت رد ما سواها & وآخر ما يبقى بعد الموت ، الصلاة ، واول ما يحاسب العبد به يوم القيامة الصلاة ، فمن اجاب فقد سهل عليه ما بعده ، ومن لم يجب فقد اشتد عليه ما بعده ، لذا نرى ان الخيط الفاصل بين الكفر والايمان هو المواضبة على الصلاة فقد قال (ص) : & بين العبد والكفر ترك الصلاة & ... وللصلاة آثار ايجابية عملية في الحياة الدنيا قبل الآخرة ، فترى المصلي طيب الرائحة ، صبوح الوجه ، أليف الصحبة ، طاهر البدن والملبس ، تحس به صبوراً ، مرتاحاً ، شاكراً لله تعالى .... وهو مصداق لقوله تعالى ( قد افلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون ) ..
وهنا استفسر سامي باهتمام :
_ لماذا تعقد صلاة الجماعة ؟ لماذا لا يصلي كل في محله او بيته ؟
حسن :
_ الاسلام دين الالفة والمعاشرة والمحبة ، لا يريد الانطواء لافراده او العزلة فيما بينهم ، & رحماء بينهم & ، اتعرف يا سامي ، لو اننا حافظنا على صلاة الجماعة في المسجد ، لعم التعاون فيما بين الجميع ، ولما بقي جار ببيت جائعاً لا تعلم عنه شيئاً ... ولعمت البركة المصلين ، اعرف مجموعة من الشباب المصلين ، خصصوا صندوقاً لجمع التبرعات وضعوه في المسجد وذلك لاعالة خمسة عوائل فقيرة ... علاوة على ذلك فصلاة الجماعة تدعو الى المساواة بين الغني والفقير ، السياسي والمضمحل ... اذكر اني قرأت ذات مرة عن شاب اجنبي ، جاء سائحاً الى تركيا ودخل احد مساجدها ظناً منه انه اثري ، ففوجئ بجماهير المصلين تركع وتسجد في تناسق وتناغم جميل ، لا فرق بين الاغنياء والفقراء او الملونين وغيرهم فإثر ذلك اعلن اسلامه ...
سأل سمير :
_ ما رأيك لو كنت مسيحياً ولست مسلماً ؟
اجابه حسن:
_ اوه الحمد لله اني خلقت مسلماً وله الشكر على ذلك ...
ضحك سامي ولاحظ قائلاً :
_ انك كثير الشكر يا حسن ...
بتعجب اجابه حسن :
_ انا !! انا كثير الشكر ... كلا ... كلا .. اذا اردت ان تعرف من هو كثير الشكر فاسمع هذه القصة اللطيفة ..
سامي وسمير :
_ تفضل ... اروها لنا..
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Spiritualعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!