افلت ساعدي من يده بصعوبة عندما كان يغلق الباب ، وقفت غير قريبة منه .. قائلة :_ لا شأن لك بي ولا أريد ان انصت لما تقول .. اذا ظننت انني سأضحي بمسقبلي من اجلك فانت مخطئ ..
_ اصمتي الآن ... هيا نجلس في الحديقة ولنناقش الموضوع بهدوء اكثر ...
سار سامي امامي وتباطأت في المشي خلفه لاحساسي بعقم النقاش معه وفشله ... حتى وصلت الى الكراسي البيضاء وسبقني بالجلوس هناك بكل هدوء ، عجبت في نفسي لبرودة اعصابه الآن ، فجلست انتظر ما سيقوله :
_ ماذا كنت تريدين اخبار جدي ! باتفاقنا ؟!
_ نعم .. هذا صحيح .. لقد مللت من الحياة وسئمتها ولم اعد اطيق رؤية اي واحد او واحدة منكم .. اريد العودة باسرع ما يمكن الى بيت ابي ..
_ والاتفاق الذي عقدناه معاً !!؟
_ اعتبره مفسوخاً .. لاغياً ...
_ لكنك رضيت به.. عندما اخبرتك انك لن تجدي الراحة هنا! ثم .. ثم الآن اذا اردت الطلاق مني ... فستخسرين مادياً ولن تحصلي على اي قرش ... كل ثروتك الموعودة ستؤول الي ... هل فكرت في الموضوع ؟!!
_ الامر سيان بالنسبة لي .. فانا في كلا الحالتين لن احصل على المال .. وان آلت اليك الثروة فسأفرح لك لأن ثروتك ستزداد !
_ ليس هذا ما قصدته وانت تفهمين هذا فلا تتغابي .. ان والدك لن يستطيع ان يسدد قيمة الرهن ... وستضيعون جميعاً ...
اطرقت افكر بأبي المسكين الذي وصلت به الحالة الى ان يتنازل عن كبريائه ويرضى بل يحثه على الزواج مني ... انتبهت الى ان سامي قد ارتاح فهو مسَّ الوتر الحساس فيّ .. فكرت ، يجب ان اتجاهل ما قال عسى ولعل ان يصدق تهديدي فيتراجع عن موقفه ويحاول مساعدتي للخروج من هذه المشكلة .. قلت :
_ لم يعد يهمني شئ .. ولا يكلف الله نفساً الا وسعها .. ان مشكلة ابي هو نوع من الابتلاء له ، عليه ان يتحمله ويصبر عليه .. اعتقدت اني سأتحمل الصعاب هنا .. والى الآن كنت راضية بما حصل ولكن الامور اخذت تسوء يوماً بعد آخر .. ها انت اليوم تصفعني وغدا ربما ستركلني لسبب او للا سبب .. لقد ازعجك رأيي في الزواج من انسان مؤمن يحترمني فصببت جام غضبك علي ... والآن أتلومني لأني افكر في سعادتي .. في انسان يثق بي ليس مثلك ...
_ كلا .. كلا .. انا لا ألومك إطلاقاً .. انت محقة فيما قلته .. آسف لأني صفعتك .. لقد خرجت عن طوري .. لكني الآن افكر بك انت وليس بنفسي ..
قالها بحرارة جعلتني اصدقه ، فقلت متسائلة :
_ وكيف ؟
_ اذا فقد والدك ما يملكه ، فكيف ستعيشون انت وحسن و ... امك ؟
فكرت قليلاً انه يجب علي اقناعه بامكانية حصول ما سأقوله :
_ بالنسبة لي فلا توجد مشكلة ما وكذلك حسن ، فمرتبنا الجامعي يكفي كلاً منا بل ويزيد .. وامي سترحب اختها العجوز الوحيدة بها لحاجتها لمن يرعاها .. وسأساعد انا وحسن ابي ... ب ....
_ بماذا ؟ بمرتبك الضئيل هذا ، والا يهمك تشتت الاسرة اذاً ؟!
اطرقت قليلاً وبحياء قلت :
_ ربما ... ربما سأتزوج من احد ما ، واضم امي الي وسأمنح ابي راتبي لحين تخرجي فاساعده بشكل افضل ...
اطرق وخفض رأسه ولم اتبين ملامح وجهه فقد جلس مخالفاً للضوء ... اشعل سيجارة وراح يفكر .. ثم ببرود مفتعل قال :
_ هل .. هل هناك شخص معين تريدين ال- ... الزواج منه نهاية هذا العام ؟
لاحظت ارتجاف اصابعه الممسكة بالسيجارة .. ادركت انه يخفي انفعاله لئلا اشمت به فقلت اغيضه :
_ وما شأنك انت ؟!
_ الا يحق لي ان اعلم ولو من باب الفضول ؟!
اردت ان ابتسم لكني لم افعل فقلت :
_ حسناً .. بالطبع لا يوجد شخص ما اود الزواج منه الآن ... لكنني اتوقع ان يتقدم لخطبتي احد ما في المستقبل ...
وبحسرة اجاب :
_ وكيف لا ؟ كمنير مثلاً الذي يتمنى ذلك اليوم قبل الغد .. على كل حال ...
يتبع........
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Spiritualعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!