الجزء الثالث والخمسون

696 43 1
                                    


_ثانياً؟

_ هل هو طيب ام اناني ام ماذا ؟

_ثالثاً؟

_ لا يوجد

_ما هذا التحقيق ...ظننت ان الامر أهم من ذلك ؟ ولم لا تسألينه هو فهو زوجك ؟

_ لا أريد جرح مشاعره

_نعم التفكير .. اسمعي يا بنتي عندما كنت اعيش مع عمك واولاده سوية ،كنت الاحظ قسوة عمك عليه وحرمانه من ابسط الامور، فهو لم ينفق عليه كفاية ولم يشعره انه ابن رجل غني ،بل العكس اراد ان ينشئة على البخل ، فلم يستمتع بصباه جيدا وزاد الطين بله ان عمك قد غير من اسلوبه مع اطفاله الاخرين وبدأ يسرف عليهم ،ولما كان (سامي)  صغيرا احس ان اباه يفرق بينه وبينهم .. ربما كان هذا هو  السبب ..واما سؤالك عن طيبته فهو طيب جدا ومتسامح ويحب ان يصدق معه الاخرين ..هل اكتفيت يا حضرة المحققه؟!

_نعم شكرا جزيلا يا أحسن جد ...تصبح على خير...

عدت الى غرفتي واستغرقت في خياطة ثوب عمتي ...وعندما أحسست بالملل تركت الخياطة وامسكت بأحد الكتب اطالعه حتى غفوت ...وفي الصباح اجتمع افراد العائلة - لانه يوم الجمعه - من جديد وحضر جدي في الصالة معهم وكنت اجلس الى جوار (لمى) نتصفح مجلات الخياطة معا ولدهشتي سمعت زوج (سها) يخاطبني :

_لم افهم يا (سامية) لماذا احضرت امي هدايا ل (لمى ) فقطغ دون باقي العائلة وكان يشير بتبسم الى زوجه ، وقبل ان اجيبه اكد (سمير) قائلا :

_ولا حتى لزوجتي يا استاذ؟

_ابتسمت وانا اقول :

- بل احضرت لعمتي هدية ايضا !

قال (مراد)

_ نعم ولكن لا شيء لزوجتي ولا لزوجة (سمير)!

ان اسلوبه في الكلام يجعل السامع لا يحقد عليه او ينفر  منه فهو يتكلم لأجل الحديث فقط واضاعة الوقت ...

قلت :

_ لقد اجبت على السؤال بنفسك .

_وكيف ذلك ؟

_ انك قلت زوجتي وزوجته وهذا أمر مشترك بينهما وتبقى (لمى ) بدون هذه الكلمة اي خارج القوس ، وكل من يبقى خارج قوس الزوجيه بلا شك يستحق الهدية !

ضحكت (لمى) وفرحت امها ،وبعدها أخذ (مراد) يتعمد ان يسألني عن الجامعه والاساتذة ومختلف المواضيع ،وانا اجيبه اجابات مقتضبة ظنا مني ان سيمل الكلام وبدلا من ذلك قام من كرسيه بجانب زوجته وادنى مني مقعدا وتناول احدى مجلات الموديلات واخذ يتصفحها ثم بدأ يصفر لجمال عارضات الازياء فيها ورفع بيده احدى الصور يريها للجميع  ثم خاطب زوجته :

-انظري يا عزيزتي يا (سها) ...انت اجمل منها ... فرحت (سها) فأكمل :

_إلا أن عينيها أكبر من عينيك قليلاً...ولونهما أحلى....ثم إن بشرتها ألطف ...وشعرها أكثر نعومة من شعرك...وخداها متوردان أكثر من خديك...ضحكت و(لمى)لتعليقه فهو يتحدث بأسلوب يثير الضحك...عدا (سها)التي قطّبت جبينها لتعليقه فقال وهو يمثل دور الخائف:

_إلا أن حاجببك أكثف من حاجبيها...ياماما...كذلك فإن أسنانك أكبر من أسنانها...

حينذاك ضحك الباقون بينما ضجت(سها)بالزعيق والخصام معه فأسكتته وقال لها:

_العفو...العفو ياحبيبتي...العفو ياملاكي الصارخ...فسكتت على مضص،لكنه لم يسكت ولم يترك المزاح، وانتقى من بين العارضات صورة لفتاة جميلة وقال وهو يغيظها:

_إنظري إلى هذه الصورة ...إنها لفتاة جميلة أليس كذلك؟

قالت بفرح وقد ظنت أنه سيمتدحها بعد أن فعل زعيقها فيه مفعولة:

_نعم إنها جميلة بالفعل...

_انظري إليها جيداً من تشبه من الحاضرات هنا! إذا كنت ذكية فستعرفين فوراً.

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن