الجزء التاسع والاربعون

706 46 1
                                    

مرت أيام الاسبوع التالي بسرعة. لانها خالية من المشاكل والفضل في ذلك للتغير الذي حصل في سلوك عمتي و(لمى). إن زيارة أمي و( حسن) وهداياهما أثرتا كثيراً عليهما ، وزادت الفصول التي أطالعها يومياً من احساسي بالبهجة والمتعة . وأخذت (لمى) تتقرب إليّ  حتى انها جاءت ذات يوم لزيارتي في غرفتي ، ودُهشت كثيراً عندما علمت أني ماهرة في التفصيل والخياطة ، انتهزت الفرصة وأحضرت لي القماش الذي أهدته لها امي ، كي  اخيطه لها ، فأخرجت لها مجلات الأزياء القديمة والحديثة وأخذنا نتناقش حول الموديلات ولاحظت  (لمى) مجاملة لي:  

- إن مقاس جسمينا متشايه إلا أنني انحف منك. ..

ثم انتقت أحد الموديلات الحديثة وأخذت مقاساتها وسرعان ما بدأت الخياطة على ماكينة خياطة عمتي وأنهيت الثوب خلال يومين فقط ...كنت قد بذلت مجهودا مضاعفاً لانهيه بأسرع وقت ... لقد نويت في نفسي أني بعملي هذا اريد أن اصل رحمي (لمى) - لكي أثاب عليه من الله  وليس منها ، فقد قال (ص) : & أن أعجل الخير ثواباً صلة الرحم & ، وقال( ص) :& من سره النسأ( زيادة العمر) في الأجل والزيادة في الرزق فليصل رحمه &... الواقع أن الثوب لاقى أعجاب الجميع ، شكرت الله على هذا التوفيق أنه هيأ لي الفرصة للتقرب ممن حولي بعد أن ضاقت بي الدنيا قبل حضور أمي و(حسن)   وبعدها توالت عليّ عروض عمتي للخياطة لها ، قبلت برحابة صدر ، فأنا أحب أن اكون مفيدة لمن حولي وهكذا تحسنت العلاقات فيما بيني وبينهما وأخذت تسير من جيد الى احسن ...

وصرت أذهب للتدريب وأنا مرتاحة  البال والنفس وقد تخلصت من هم كان يجثم على صدري ، كالكابوس وأثر هذا الفرح على بشرتي  فتوردت حتى أن صاحبتي في التدريب كانت تحسدني على هذه البشرة ولم تصدق أني لا استعمل أية مادة من مواد التجميل وقد ظنت أني استعمل مادة ماكياج لا ابوح لها بسرها ... وتركتها على ما تعتقده ، وفي ذات مرة دار بيني وبينها حديث ودي عن التقارب الموجود بين المسيحية والاسلام ... قالت (نوال):

- لا اخفي عليك يا (سامية) انني عندما تعرفت عليك لأول مرة ظننتك فتاة انطوائية وبعيدة عن التهذيب-- ارجو ان تغفري لي صراحتي -- لكنني وجدتك  لطيفة ومجاملة ولا تعامليني وكأني قد هبطت من كوكب آخر. . بل .. ربما احسست العكس .. وربما لا اكون مخطئة إذا اخبرتك أني احسك تتقربين إلي .. فمرة تقدمين لي الكيك وأخرى الحلويات أو الساندويش. . وكأنني أدين بدينك. . او أختك. .. هل تفتعلين هذا ..أخبريني الحقيقة

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن