سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة

85

دخلنا إلى بيته في الفناء. . الجميع حوله ... بين باك وناحب وحزين. . أما هو ، فأساريره كانت تشع راحة وكأنه قد تخلص إلى الأبد من همّ ثقيل .. أحسست بسخونة دموعي المنحدرة على وجنتي. .. حاولت التماسك ، رمت (لمى ) بنفسها على صدره باكية ناحبة ... ترفض تركه أو السكوت مهما حاولنا معها ... وأخيراً فكرت في القرآن الصغير الذي احمله دوماً معي فأخرجته من حقيبتي بهدوء ...قدمته لها وأنا أبكي قلت لها:

-إذا كنتِ تحبيه حقاً... أقرئي له  سورة ياسين ... هيا توضئي واقرئيها ..سترتاح روحه أكثر مما تفعلينه. .. الآن ...

الحمدلله ... أنها أستجابت لي ، جلس (حسن) قرب رأس جدي وتلا آيات قرآنية بصوته الحنون العذب ....بعد قليل انتبهت إلى اختفاء (أبي خضر)  فسألت عمتي عنه فأجابتني أنها أرسلته يستدعي أمي وأبي وأخي  الكبير لحضور مراسيم الدفن ... ثم جذبتني إلى إحدى الزوايا وقالت :

(سامية) ..يا عزيزتي .. لشدَ ما سأل عنك جدك كان يريد رؤيتك قبل أن ... أن و لما أحسّ يدنو أجله ... أوصاني أن. ..

ولم تستطيع أن تكمل الباقي .. فأشارت إلى (سامي) يخبريني :

-قال جدي ...سلمولي على (سامية) .. وأخبروها ..أنها كانت أحب أبنائي إلي .. عشت أسعد فترة حياتي بوجودها ..

كان (سامي) محمر  الحدقتين وهو ينقل لي حديث جدي والتأثر واضح على سيماه ... الحقيقة أن حزني تضاعف عند سماعي  وصيته وشعرت بتأنيب حاد للضمير فقلت:

-كيف  أخفيت الحقيقة عنه ..  كان يجب أن أخبره بها إنه كان مخدوعاً بي ... انا غششته ... أنا لا أستحق حبه وأحترامه لي

طأطأ (سامي) رأسه لربما هو أيضا شعر بذلك أقبل (حسن)  نحوي وربت على كتفي ملاطفاً:

-لا عليك يا (سامية) ... لا تذهب نفسك حسرات ... أنت لم تفعلي خلاف رأيه ... لقد وافقت على الزواج بمحض أرادتك .. وكنت مستعدة للحياة كزوجة ... فلا تلومي نفسك .. وأنت أسديت له معروفاً بعدم سردك الحقيقة بلا شك. .. المهم أنه ذهب الى ربه راضياً عنك فهنيئاً لكِ...

مرت  أيام مراسم الدفن  كأقسى ماتكون، حضر فيها الكثير من المعارف،  وكالعادة خصص البهو الكبير للرجال وغرفة الضيوف للنساء ونشط (حسن) و (سامي) في إحضار القرآن من المجرأ- وهو قرآن كامل يقسم على شكل اجزاء صغيرة بالترتيب في كل جزء بعض الآيات - وقد ختم القرآن وأُهدي ثوابه لروح  جدي مرات عديدة ...

يتبع...
ترقبوا البارتات القادمه ...
لم يتبقى الكثير على انتهاء القصه